في سبيل أداء الركن الخامس من أركان الإسلام وزيارة بيت الله الحرام، انطلقت قوافل الحجيج في طرق متعددة نحو الديار المقدسة منذ أن فُرض الحج على المسلمين. توجه قلب الحاجين نحو أداء فريضة الحج، فارتسمت رحلتهم على طول طرق الحج التي كانت سبيلًا للتجارة ونقل الثقافات والمعارف وأثرت في النسيج الاجتماعي للمجتمعات الواقعة على هذه الطرق.
تمثلت أهم طرق الحج في درب زبيدة، الذي كان من بين أهم الطرق للتجارة خلال العصر الإسلامي. وكانت القافلات تسلك طرقًا مختلفة مثل طريق الكوفة – مكة المكرمة وطريق البصرة – مكة المكرمة وطريق الحج المصري والشمال الأفريقي.
الطرق اليمنية كانت تعد من أقدم الطرق التي ربطت بين اليمن والحجاز، وتوجهت القوافل من عدة مدن مثل عدن وتعز وصنعاء وزبيد نحو مكة المكرمة. وتميز كل طريق بمساره الخاص والتحديات التي واجهها الحجاج على مر العصور.
تعد طرق الحج رافدًا هامًا لربط بين مناطق مختلفة ومراكز الحضارة الإسلامية، حيث كانت تشكل جسورًا للتواصل بين البلدان الإسلامية وتعزز التبادل الثقافي والاقتصادي بينها.