«إغراء الشعبوية في العالم العربي»

Clock
%d8%a5%d8%ba%d8%b1%d8%a7%d8%a1 %d8%a7%d9%84%d8%b4%d8%b9%d8%a8%d9%88%d9%8a%d8%a9 %d9%81%d9%8a %d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%84%d9%85 %d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b1%d8%a8%d9%8a

الشعبية والشعبوية هي مصطلحان يشكلان ظاهرة تاريخية وسياسية تعكس تأثير العوامل الاقتصادية والاجتماعية والثقافية على السلوك السياسي للشعوب والمجتمعات. تتميز الشعبوية بتأكيد الهوية الثقافية الوطنية والرفض للتأثيرات الخارجية، وتسعى إلى الحفاظ على السيادة والاستقلال الوطني. وتستخدم الشعبوية في بعض الأحيان وسيلة لاستنهاض العواطف والانتماء الوطني في وجه التحديات السياسية والاقتصادية.

في العالم العربي، تشكل الشعبوية جزءاً من الواقع السياسي والثقافي، حيث يستخدم بعض الزعماء والحكومات تصريحات وسياسات شعبوية لجذب الانتباه وربما لتأجيج العواطف الشعبية. يمكن رؤية ذلك في التلاعب بالرموز الثقافية الوطنية واستخدامها لتحقيق أهداف سياسية معينة. ومن خلال المتاحف والآثار، يمكن التعرف على تاريخ وثقافة الشعوب والمجتمعات، ويمكن أن تلعب تلك الآثار دوراً في بناء وتعزيز الوعي الثقافي والوطني.

تتجلى ظاهرة الشعبوية في مجموعة شواهد القبور الأثرية المزينة بنقوش تصويرية آدمية والتي تعكس تراث وثقافة الشعب العربي. يُعد الشاهد المميز الذي يمثل فتىً يحمل عصفورًا وعنقودًا من العنب في متحف البحرين الوطني مثالاً للتأثير الشعبوي في الفن الجنائزي. وانتشرت هذه الظاهرة في مدينة تدمر الأثرية وغيرها من المدن القديمة في المنطقة، حيث ازدهرت الحضارة والثقافة والفنون.

تُعتبر الأعمال الجنائزية في تدمر والبحرين تجسيدًا للرموز الشعبوية والثقافية، وتعكس قيم الوطنية والانتماء الثقافي. يظهر هذا بوضوح في المنحوتات والنقوش التي تحمل أثراً تاريخيًا وثقافيًا يعبر عن هوية الشعوب العربية. يبرز العمل الجنائزي الذي يحتفظ به متحف تدمر كمثال على التواصل الثقافي والفني الذي كانت تشهده المنطقة في الماضي.

باختصار، تعكس ظاهرة الشعبوية في العالم العربي تأثير العوامل التاريخية والثقافية على الفن والتراث، وتجسد قيم الوطنية والانتماء الثقافي من خلال الشواهد الأثرية والتحف الفنية.


عدد المصادر التي تم تحليلها: 4
المصدر الرئيسي : aawsat.com
post-id: e432ba85-829e-4dac-a53a-f3a3d4117cee