تاريخ مصر الحديث يظهر بوضوح في روايتين للكاتب ناصر عراق، حيث يستكشف قطعًا مهمة من تاريخ البلاد لصياغتها في سياق قصصي. في رواية “الأزبكية” عقب الحملة الفرنسية على مصر يتناول بناء مصر الحديثة على يد محمد علي باشا. بينما في “الأنتكخانة”، يصوّر الروائي نهضة مصر الثانية خلال فترة حكم الخديوي إسماعيل.
تتميز الروايتان بأنهما تجمع بين العناصر التعليمية والإسقاطية، وتنطوي على جوانب تشويقية وإمتاعية. على سبيل المثال، في “الأنتكخانة” يركز عراق على تداعيات سياسة الديون والتدخلات الأجنبية التي أدت إلى انتهاء حكم الخديوي إسماعيل وبداية الاحتلال البريطاني. ومن خلال شخصياته يتناول الكاتب جوانب مختلفة من المجتمع المصري في تلك الحقبة.
بالإضافة إلى ذلك، يعكس عراق تأثير توفيق الحكيم في استخدام تقنيات سردية تمثيلية، مثل التناصّ بين شخصياته واستخدام الحبكة العاطفية والجنسية كأدوات للتعبير عن توترات وتناقضات المجتمع المصري في تلك الحقبة.
ومع ذلك، تظهر بعض النقاط الضعيفة في الرواية مثل استخدام لغة أحادية النغمة ونقص التمييز بين الشخصيات في لغة الحوار. بالإضافة إلى نقص في تمثيل لغة القرن التاسع عشر في مصر، مما يقلل من واقعية النص.
بشكل عام، يمثل الكاتب ناصر عراق نموذجًا جديرًا بالاهتمام في استكشاف تاريخ مصر الحديث، وربطه بالتحولات الاجتماعية والثقافية التي شهدتها البلاد. يعتبر الجمع بين العناصر التعليمية والإسقاطية والتقنيات السردية المبتكرة من أبرز سمات أسلوبه الروائي.
عدد المصادر التي تم تحليلها: 0
المصدر الرئيسي : aawsat.com
post-id: 2e01a621-f27c-4455-9ab6-d9dbbaeb5d8d
