عن الفنانات اللبنانيات اللواتي يمثّلن لبنان في معرض في بينالي البندقية…

Clock
%d8%b9%d9%86 %d8%a7%d9%84%d9%81%d9%86%d8%a7%d9%86%d8%a7%d8%aa %d8%a7%d9%84%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a7%d8%aa %d8%a7%d9%84%d9%84%d9%88%d8%a7%d8%aa%d9%8a %d9%8a%d9%85%d8%ab%d9%91%d9%84

ثلاث فنانات لبنانيات يشاركن في بينالي البندقية، من خلال معرض بعنوان “Unmasked” يقام في “جاليريا إيتينر آرت” في “دورسودورو” ويشهد على الثراء الثقافيّ للفنّ اللبنانيّ وجماليّاته.

في 2 أغسطس وحتى 8 منه من العام الجاري، ستطغى أجواء استثنائيّة على بينالي البندقيّة، بفضل معرض بعنوان “Unmasked” تمّ تنظيمه تحت إشراف طوني كرم، والذي سيقام في “جاليريا إيتينر آرت” في “دورسودورو”. يشهد هذا المعرض على الثراء الثقافيّ للفنّ اللبنانيّ وجماليّاته، ويتيح لزوّاره استكشاف تنوّع الفنّ اللبنانيّ المعاصر، من خلال مواهب الرسّامتيْن كلود سابا وزينة نادر، والنحّاتة لينا حسيني، اللواتي يكشفْن عبر أعمالهنّ عن عمق المشاعر الإنسانيّة والهويّة الثقافيّة لوطنهنّ.

فإبداعات الفنانة لينا حسيني المعقّدة تتحدّى الحدود التقليديّة عبر أشكال وألوان تتداخل في ما بينها لتستحضر انعكاسات عميقة تدور في خيالها. وبدورها، تعكس الرسّامة زينة نادر، بساطة الحياة بتعبيراتها التجريديّة من جهة، وتعقيدها من جهة أخرى من خلال تركيبات فريدة، وذلك بالاعتماد على ألوان حيويّة، في حين تمزج كلود سابا في لوحاتها بين التقنيّات التقليديّة والإدراكيّات الحديثة، وتتلاعب بالأشكال والأفكار التجريديّة لتخلق حوارًا يتردّد صداه على مستوىً عالميّ. أمّا من جمعهنّ في حدث واحد، الطبيب النسائيّ وعازف البيانو والشخصية البارزة في مجتمع الفن، طوني كرم، فإنّ لعالم الفنّ مكانة خاصّة في قلبه، وهو أراد من خلال هذه الخطوة أن يُظهر التأثير العميق للفنّ اللبنانيّ ويسلّط الضوء على جمال التراث اللبنانيّ وتعقيده. كلّ من هؤلاء الفنّانات أخبرت ڤوغ العربية عن المجموعة التي تقدّمها في المعرض، فتعرّفي في ما يلي عليهنّ وعلى أعمالهنّ التي ستُعرَض في بينالي البندقية.

الرسّامة زينة نادر

“الفنّ سوف ينقذ العالم”.

رغم أنّها تخرّجت من الجامعة بدرجة باختصاص فنون التواصل، لم تختَر الحائزة على جوائز دوليّة، زينة نادر، أن تتابع مسيرته في المسرح والسينما والتصوير الفوتوغرافيّ، بل قرّرت تنمية شغفها في الكتابة والرسم لبناء مسيرتها المهنيّة، إذ بالنسبة لها: “كلّ الفنون تتواصل في ما بينها”. لقد عرضت أعمالها في معارض منفردة وثنائيّة وجماعيّة في أنحاء مختلفة من العالم، واحتفلت في العام 2022 بمعرضها المئة الذي أقيم في برشلونة. لقد اختيرت إحدى لوحاتها لتكون ضمن المجموعات الدائمة في معرض “بيوريا ريفرفرونت” في الولايات المتّحدة الأميركيّة، وأخرى ليتمّ عرضها ضمن المجموعات الفنيّة الدائمة في كليّة لندن للاقتصاد في المملكة المتّحدة، وثالثة معروضة دائمًا في فندق “ريتز كارلتون دبي الماليّ العالميّ” في دبي، وغيرها في القصر الرئاسيّ في لبنان، وفي مقرّات السفارات اللبنانيّة.

تقول: “خلال استكشافي للفنّ التجريديّ، تبنّيت أخيرًا أسلوب التبسيط، وهي طريقتي للتعبير عن الحياة من خلال الأشكال العفويّة أو المتعمّدة التي تدعو إلى التأمّل”. تستخدم زينة نادر أشكالًا وألوانًا وخطوطًا بسيطة لاستحضار مشاعر عميقة، وذلك من خلال تجريد الفن إلى أساسيّاته، وهدفها هو دعوة المشاهدين إلى تجربة الاتّصال الذاتيّ والشخصيّ بالأشكال التجريديّة في لوحاتها، إذ تحمل كلّ ضربة في لوحاتها، وكلّ غياب للتفاصيل، معنىً استثنائيًّا، وهذا يولّد فرصة للتفسير والتخيّل والتأمّل.

الرسامة كلود سابا

“لوحاتي هي عبارات تجريديّة، مستوحاة من الموسيقى وعمق مشاعري وعواطفي”.

رافق شغف الرسم كلود سابا منذ طفولتها، وهذه الفطرة كانت سببًا بنيلها جوائز عدّة في تلك الفترة، وعملت منذ سنّ صغيرة على صقل مهاراتها، فوسّعت مع مرور السنوات نطاق موهبتها وسَعَت نحو اكتشاف تقنيّات جديدة، لتدرك أخيرًا أنّ الفنّ التجريديّ والوسائط المختلطة هي الأنسب لتتمكّن من نقل رؤيتها إلى العالم الحقيقيّ. وهكذا، بدأت تشكّل لوحاتها لقاءً للرسم والأشكال وتقنيّات الضرب المختلفة والألوان المتناقضة، وتعكس جوهرها النابض بالحياة أحيانًا، وتترجم في أحيان أخرى حياتها الخاصّة وشغفها وآلامها وتبدّلاتها المزاجيّة. وتُعرَض أعمال كلود سابا الفنيّة بشكل دائم في معرضها “كلود سابا”، وقد سبق أن عُرضت في أماكن مختلفة في لبنان والعالم، من بينها “آرتهاوس بيروت”، وقاعه الشيخ زايد للمعارض في الجامعة اللبنانيّة الأميركيّة في بيروت، والجامعة اللبنانيّة الأميركيّة في نيويورك، و”تايمز سكوير” في مدينة نيويورك، ومركز دبي الماليّ العالميّ، ولندن.

وفي المجموعة التي تقدّمها في معرض “Unmasked”، تصوّر القمر وإنارته المذهلة، حيث تلتقط أجواءه الهادئة ونوره من الليالي الغامضة التي يظهر فيها ليضيئها، مصوّرة مشاهد ينجرف فيها العشّاق برفق في الجندول عبر قنوات البندقيّة، وهم مغمورين بوهج القمر الفضيّ والناعم. ولتثري كلود سابا روعة لوحاتها، “تجتمع الانعكاسات على الماء والظلال التي تلقيها العمارة واللحظات الرقيقة التي يتقاسمها العشاق معًا لخلق أجواء رومانسية وحالمة في أعمالي الفنية”.

النحّاتة لينا معلوف حسيني

“أحيانًا، أجد الجمال في الأمور الصغيرة، فالجمال وحده قد يكون مصدر إلهام”.

عاشت النحّاتة لينا معلوف حسيني بين فرنسا ولبنان، وهذا يفسّر اندماج اللمسات الشرقيّة والغربيّة في أعمالها الفنيّة، التي تنفّذها بالاعتماد على مواد وألوان وتركيبات مختلفة، والتي تعكس كيفيّة رؤية الناس للأشياء اليوميّة، وتوحي بالإيجابيّة وبإحساس بالحريّة من قواعد المجتمع. ويعدّ الـ “بولي فينيل كلوريد” المادّة الأساسيّة التي تستخدمها لتصاميمها، وهي تبرع بذلك بفضل تعاونها مع زوجها رولاند حسيني، المهندس والمتخصّص في هذه المادة، إذ يشكّل ذلك شراكة تجمع بين الإبداع والخبرة لإنتاج أعمال فنيّة فريدة وغير تقليديّة، عرضتها في أنحاء مختلفة من العالم، وشاركت أيضًا من خلالها في مزادات مخصّصة لقضايا إنسانيّة. تضمّ المجموعة التي تقدّمها لينا معلوف حسيني في بينالي البندقية، منحوتات مزدوجة مستوحاة من مدينة البندقيّة، بعضها يصوّر أقنعة والبعض الآخر يتميّز بأشكال متموّجة أو مجعّدة. وعنها تقول: “لقد تأثّرت أعمالي بأجواء البندقيّة الرومانسيّة وقنواتها المتعرّجة ومعالمها الرائعة ومهرجانها الشهير حيث تمتزج فيه الأقنعة من كل لون وشكل للاحتفال بالتنوع”.


عدد المصادر التي تم تحليلها: 1
المصدر الرئيسي : vogue – Roxana El Helou
post-id: 79e8bd0e-a118-442e-9207-c92b1e0fb1c5