إريش كستنر يطرح سؤال الأخلاق بين الحربين العالميتين

Clock
%d8%a5%d8%b1%d9%8a%d8%b4 %d9%83%d8%b3%d8%aa%d9%86%d8%b1 %d9%8a%d8%b7%d8%b1%d8%ad %d8%b3%d8%a4%d8%a7%d9%84 %d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%ae%d9%84%d8%a7%d9%82 %d8%a8%d9%8a%d9%86 %d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%b1%d8%a8

يرصد الكاتب والروائي الألماني إريش كستنر في روايته “فابيان – قصة رجل أخلاقي” الهُوة السحيقة في ألمانيا بين الحربين العالميتين، حيث تتناول الرواية قيم الإنسانية في وقت مليء بالأزمات السياسية والاقتصادية. تدور أحداث الرواية حول بطله “فابيان” الذي يبحث عن الأخلاق وسط واقع تبدو فيه المدينة مرتبكة جراء الأزمة الاقتصادية بعد الحرب العالمية الأولى. يتسبب تسريحه من عمله في دفعه للوقوف في طوابير البطالة، ويجد نفسه متخذًا مواقف أخلاقية في ظل هذا الوضع.
الرواية تصف بعناية مقاربة فابيان للعالم الذي يعيش فيه، حيث تظهر مفارقات ساخرة تعكس الوضع الأخلاقي والاقتصادي الفاسد، من خلال الصحافة والتلاعب بالأخبار، وتطرح تساؤلات حول تقدم الميكنة الصناعية وتأثيرها على العمال. ويظهر تعامل “فابيان” مع مختلف الشخصيات والمواقف برؤية فريدة تعكس تمسكه بالقيم الأخلاقية، حتى في مواجهة التحديات التي تواجهه.
تبرز في ترجمة المصري سمير جريس للرواية المفارقات الساخرة والنقد الاجتماعي الواضح، وتأتي الرواية في سياق زمني مليء بالانهيارات والتحولات السياسية التي تجعلها قريبة من الواقع التاريخي. يظهر “فابيان” كمثال على الإنسانية والأخلاق في وجه الانحدارات المحيطة به، ويتناول الكاتب بجرأة تداعيات هذه الأوضاع على المجتمع والفرد.
الرواية تثير تساؤلات مهمة حول الأخلاق والقيم في زمن الفوضى والتحولات، وتعكس بشكل ملموس تأثير الأحداث السياسية والاقتصادية على الفرد والمجتمع. تظل “فابيان” رمزًا للثبات في وسط الاضطرابات، وتبقى قصته تحفز على التفكير في معنى الأخلاق والانسجام في زمن الصراعات والتحديات.


عدد المصادر التي تم تحليلها: 4
المصدر الرئيسي : aawsat.com
post-id: f161ac8c-2c43-48f8-afdd-689ba368dc60