هل مات جاك بيرك مسلماً؟

تناولت عدة مقالات وسجلات حياة المستشرق والمستعرب الفرنسي جاك بيرك، الذي وافته المنية في قرية سان جوليان بفرنسا إثر نوبة قلبية. اشتهر بيرك بأعماله التي تناولت التاريخ الاجتماعي والسياسي للعالم العربي، وخاصة المغرب، حيث عُرف بمؤلفاته مثل “العرب من الأمس إلى الغد”. أبدى تقديره للإسلام والمجتمعات العربية، وعُرف بنزعته المناهضة للاستعمار، حيث اعتقد بأهمية إحياء إسلام عصري لإعادة التوازن للهوية العربية.

بيرك وُلِد في الجزائر عام 1910، وأثر فيه المجتمع العربي منذ صغره، حيث درس الفقه الإسلامي في جامع القرويين. استخدم أسلوباً حيوياً في كتاباته، مرسلاً شغفه بالثقافة العربية وروائحها وأصواتها عبر تجاربه الشخصية. عُرف أيضاً بأنه من القلائل الذين أنصفوا العرب في كتاباتهم.

أعماله الأخيرة تضمنت ترجمة القرآن الكريم والسنة النبوية، مما أثار تساؤلات حول هويته الدينية، خاصةً بعدما أوصى بدفن نسخة من ترجمته للقرآن في قبره. رغم الجدل حول ترجمته، إلا أن هذا الأخير يعكس ارتباطه العميق بالإسلام وحضارته.

أوصى بيرك أيضاً بنقل مكتبته إلى مدينته الأصلية في الجزائر، مما يدل على ارتباطه بجذوره. كل هذه العناصر تجعل من سؤال “هل كان جاك بيرك مسلماً؟” سؤالاً يستحق التفكر، خاصة أنه قضى حياته في فهم ونشر تراث غني يمثل طاحونة الفكر العربي والإسلامي.