البعوض الناقل للملاريا.. عدو جديد عابر للحدود بين الكوريتين

Clock
%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%b9%d9%88%d8%b6 %d8%a7%d9%84%d9%86%d8%a7%d9%82%d9%84 %d9%84%d9%84%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%b1%d9%8a%d8%a7 %d8%b9%d8%af%d9%88 %d8%ac%d8%af%d9%8a%d8%af %d8%b9%d8%a7%d8%a8%d8%b1 %d9%84

في منطقة الحدود المشددة بين الكوريتين، يوجد جهاز مراقبة يعمل على مدار الساعة، ليس لمراقبة تحركات عسكرية أو صواريخ، بل لمنع البعوض الحامل للملاريا من العبور. على الرغم من تقدم خدمات الرعاية الصحية في كوريا الجنوبية، لا يزال القضاء على الملاريا يمثل تحديًا كبيرًا، ويرجع ذلك بشكل أساسي إلى القرب من كوريا الشمالية حيث ينتشر المرض.

في هذا العام، أصدرت كوريا الجنوبية تحذيرًا وطنيًا من الملاريا. ويشير العلماء إلى أن تغير المناخ، مع زيادة درجات الحرارة وهطول الأمطار الغزيرة، قد يؤدي إلى تفشي الأمراض التي ينقلها البعوض. وإذا لم تتعاون الكوريتان، لا سيما أنهما لا تزالان في حالة حرب تقنيًا، سيظل الوضع مقلقًا.

تتركز المشكلة في المنطقة منزوعة السلاح الممتدة على 250 كيلومترًا، وهي أرض نادرة الحضور البشري منذ توقف الأعمال العدائية في الحرب الكورية عام 1953. تشكل هذه المنطقة ملاذًا بيئيًا لمجموعة من الأنواع النادرة، لكنها أيضًا مكان مناسب لتكاثر البعوض، بما في ذلك تلك التي تحمل الملاريا.

كان يعتقد في السابق أن كوريا الجنوبية قد قضت على الملاريا، لكن أول حالة تم اكتشافها في عام 1993 كانت لجندي في المنطقة منزوعة السلاح. ومنذ ذلك الحين، شهدت البلاد زيادة مطردة في عدد الحالات، مع ارتفاع بنسبة 80٪ في العام الماضي.

العلماء يؤكدون أن المنطقة منزوعة السلاح تحتوي على مياه راكدة وحياة برية، ما يزيد فرص البعوض في التكاثر. وقد أنشأت السلطات الصحية في كوريا الجنوبية 76 جهازًا لتتبع البعوض في مختلف مناطق البلاد، بما فيها المناطق القريبة من الحدود.

في الجانب الشمالي من الحدود، تنتشر الملاريا بشكل واسع. تشير بيانات منظمة الصحة العالمية إلى نحو 4500 حالة بين عامي 2021 و2022، مع توقع ارتفاع هذه الأرقام بسبب الفقر المدقع وانعدام الأمن الغذائي في كوريا الشمالية. في هذا السياق، يقول طبيب كوري شمالي سابق إن الظروف الصحية وسوء التغذية تمنح السكان قابلية أعلى للإصابة بالمرض.

وقد تفاقم الوضع بفعل الفيضانات التي ضربت كوريا الشمالية، والتي قد تؤدي إلى انتشار الأمراض المعدية بشكل أسرع نتيجة لظروف الصرف الصحي السيئة.

في العقد الماضي، كان حوالي 90% من حالات الملاريا في كوريا الجنوبية تتركز بالقرب من المنطقة المنزوعة السلاح. في عام 2022، تم تشخيص إصابة امرأة تدعى شين سيو آه بالملاريا، على الرغم من عدم زيارتها للمنطقة الحدودية. وقد عانت من آلام شديدة نتيجة الإصابة، وأعربت عن رغبتها في أن تزداد الجهود للحد من انتشار هذا المرض.

لكن مع استمرار كوريا الشمالية في اعتبار سيول “عدوها الرئيسي” وقطع الاتصالات بين الجانبين، يبدو أن التعاون في مكافحة الملاريا لن يحدث في المستقبل القريب.


عدد المصادر التي تم تحليلها: 7
المصدر الرئيسي : Al Arabiya – باجو (كوريا الجنوبية) – فرانس برس
post-id: c7e054bd-6c11-47a0-a5f4-6ac88265dc32