حذر علماء يدرسون سلالة جديدة من فيروس الجدري انتشرت خارج دولة الكونغو الديمقراطية من أن الفيروس يتغير بشكل أسرع من المتوقع، ويغلب أن ينتشر في المناطق التي تفتقر فيها الجهات المعنية إلى التمويل والمعدات اللازمة لتتبع الفيروس بشكل فعال.
وأفادت منظمة الصحة العالمية بأن الكونغو تواجه تفشي سلالتين من الفيروس، حيث تم تسجيل أكثر من 18000 حالة مشتبه بها و615 حالة وفاة هذا العام. وقد حذر ديمي أوغوينا، طبيب الأمراض المعدية ورئيس لجنة الطوارئ لمتابعة جدري القردة في منظمة الصحة، من خطورة التحولات التي تطرأ على مرض جدري القردة، في ظل الظروف الصعبة لمكافحة هذا المرض.
وأضاف أوغوينا أن “مرض الجدري المائي يتغير بسرعة، والسلالة 2B تطورت على مدار خمس سنوات إلى شكل جديد، والآن لدينا السلالة 1 التي تتحول أيضاً بسرعة.” وأشار إلى عدم اليقين بشأن السلالات الجديدة التي قد تظهر في المستقبل والعواقب الناتجة عنها.
تخشى الدول الإفريقية من تقاعس المجتمع الدولي عن مساعدتها في مواجهة انتشار مرض جدري القردة، حيث سجلت إصابات مرتفعة في العديد من الدول التي تعاني أصلاً من ضعف خدمات الرعاية الصحية. وتأمل الدول الإفريقية ألا تُترك وحدها لمواجهة هذا الوباء في ظل إمكانياتها المحدودة وظروفها المعقدة التي تساعد على انتشار الفيروس.
ويرى الخبراء أن الأزمة الصحية الناتجة عن كوفيد-19 يجب أن تكون درسا للعالم بشأن ضرورة التحرك السريع لمكافحة أي وباء جديد، ولتقديم الدعم للدول التي تعاني من تفشي الأوبئة. ويؤكدون على أهمية توفير اللقاحات اللازمة للدول الإفريقية بشكل واسع لمحاصرة الفيروس.
تدعو المنظمات الصحية الدول الإفريقية إلى توحيد جهودها لمواجهة الفيروس والحد من خطر المرض، تجنباً لإجراءات أكثر شدة مثل إغلاق الحدود.
وقد دفع ظهور حالات من الإصابة بجدري القردة خارج إفريقيا بعض العلماء إلى التحذير من خطورة الوضع، مما يستدعي تدخل البلدان القادرة على المساعدة. يقول الخبير السنغالي عليو بنداي: “لقد حان الوقت لتوفير كميات كبيرة من اللقاحات للدول الإفريقية للسيطرة على انتشار الوباء، كما حدث في عام 2022 عندما ساعدت الاستجابة السريعة في تلبية احتياجات الاختبارات والعلاجات واللقاحات.”
تسارع انتشار هذا المرض المعدي في القارة الإفريقية دفع منظمة الصحة العالمية، في 14 أغسطس، إلى إعلان جدري القردة “حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقا دوليا”.
ينتشر فيروس جدري القرود أساساً من خلال الاتصال بالحيوانات المصابة في وسط وغرب إفريقيا، لكنه أصبح الآن ينتشر بين البشر عن طريق التلامس. جدري القرود هو مرض فيروسي يشبه الجدري لكنه أقل خطورة، ورغم ذلك يمثل تهديدا صحيا جدياً لأمن القارة الإفريقية بعد انتشاره في عدة دول. تشمل أعراض المرض الحمى والصداع وآلام العضلات، إضافة إلى طفح جلدي يبدأ من الوجه ثم ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم.
عدد المصادر التي تم تحليلها: 1
المصدر الرئيسي : Al Arabiya – العربية.نت – وكالات
post-id: 717fed7a-0bec-4d8d-9770-94d2cce46345
