بسبب كاسترو.. هاجر 14 ألف طفل كوبي دون آبائهم لأميركا

Clock
%d8%a8%d8%b3%d8%a8%d8%a8 %d9%83%d8%a7%d8%b3%d8%aa%d8%b1%d9%88 %d9%87%d8%a7%d8%ac%d8%b1 14 %d8%a3%d9%84%d9%81 %d8%b7%d9%81%d9%84 %d9%83%d9%88%d8%a8%d9%8a %d8%af%d9%88%d9%86 %d8%a2%d8%a8%d8%a7%d8%a6

مطلع يناير 1959، ساد جو من القلق إدارة الرئيس الأميركي دوايت أيزنهاور بسبب أحداث الثورة الكوبية. في ذلك الوقت، تمكن مؤيدو فيدل كاسترو من دخول العاصمة الكوبية هافانا، مما أدى إلى إنهاء نظام الدكتاتور فولخنسيو باتيستا، الذي كان يتحالف مع المسؤولين الأميركيين.

مع استلامه الحكم، اتجه كاسترو لإقامة نظام شيوعي متحالف مع الاتحاد السوفيتي، بالقرب من الأراضي الأميركية، مما أثار حالة من التوتر في المنطقة، خصوصاً مع تزايد احتمال تدخل واشنطن بشكل مباشر في شؤون كوبا. في ظل هذه الظروف، سادت حالة من القلق في كوبا مما دفع العديد من الكوبيين إلى مغادرة الجزيرة بحثاً عن حياة أفضل وأكثر أماناً في الولايات المتحدة.

### بداية هجرة الكوبيين

مع توجه كاسترو لتأميم الصناعات عام 1960، بدأت الموجة الأولى من المهاجرين الكوبيين بالهجرة إلى الولايات المتحدة. كان المهاجرون في معظهم من الطبقات الوسطى وغير مؤيدين لنظام باتيستا. هاجروا بسبب عدم توافق مصالحهم المعيشية مع سياسات الحكومة الجديدة.

بعد فشل محاولة إنزال خليج الخنازير، بدأت موجة جديدة من الهجرة تشمل التجار وأصحاب الأراضي والحرفيين والإداريين. زادت مخاوف الكوبيين من النظام الجديد بعد أن أغلق كاسترو المدارس والجامعات الخاصة، حيث كان يُنظر إلى ذلك على أنه بداية لسيطرة الحكومة على التعليم وفقاً لأيديولوجية كاسترو.

### عملية بيتر بان

في خضم هذه التوترات، ظهرت عملية بيتر بان، وهو برنامج حكومي أميركي سري يهدف إلى مساعدة الأطفال الكوبيين على مغادرة البلاد. في البداية، كانت العملية تستهدف الأطفال الذين واجه آباؤهم مضايقات من نظام كاسترو، ثم توسعت لتشمل جميع الأطفال الكوبيين.

بين عامي 1960 و1962، بدأ الآباء الكوبيون بإرسال أطفالهم إلى الولايات المتحدة على أمل الاجتماع بهم لاحقًا. لم يلتقِ معظم هؤلاء الأطفال، الذين سافروا إلى أميركا، بآبائهم مرة أخرى. قدرت الأعداد بنحو 14 ألف طفل، حيث وفرت الحكومة الأميركية مساكن ورعاية لهؤلاء الأطفال في انتظار تبنيهم من قبل عائلات أميركية.

إلى جانب الدعم الحكومي، قدمت العديد من المؤسسات الأميركية وميسوري الحال من ذوي الأصول الكوبية مساعدات مالية لدعم هذا البرنامج. وقد كُلف أحد الرهبان الكاثوليك بالإشراف على الأطفال الكوبيين المهجرين.

مع بداية أزمة الصواريخ الكوبية، أنهت عملية بيتر بان نشاطها بسبب توقف الرحلات الجوية بين الولايات المتحدة وكوبا. ظلت هذه العملية سرية لفترة طويلة، حيث لم يعرف بها سوى عدد قليل من المسؤولين في ولاية فلوريدا، التي استقبلت الأطفال الكوبيين قرب كوبا.


عدد المصادر التي تم تحليلها: 4
المصدر الرئيسي : Al Arabiya – العربية.نت – طه عبد الناصر رمضان
post-id: d66aa097-40a5-4da7-9fb3-a3ca485e3f46