مخاوف من كارثة في اليمن.. تحذير من تفشي الكوليرا عقب الفيضانات

Clock
%d9%85%d8%ae%d8%a7%d9%88%d9%81 %d9%85%d9%86 %d9%83%d8%a7%d8%b1%d8%ab%d8%a9 %d9%81%d9%8a %d8%a7%d9%84%d9%8a%d9%85%d9%86 %d8%aa%d8%ad%d8%b0%d9%8a%d8%b1 %d9%85%d9%86 %d8%aa%d9%81%d8%b4%d9%8a %d8%a7

تواجه عيادة طبية في إحدى مناطق غرب اليمن، التي تضررت من الفيضانات مؤخرًا، زيادة في عدد المرضى الذين يُشتبه في إصابتهم بالكوليرا، نتيجة للأمطار الغزيرة التي زادت من مخاطر انتشار المرض. في “مركز علاج الإسهالات” الموجود في مديرية حيس، يستلقي الأطفال والنساء على الأسرّة، حيث عُدّت أيديهم رباطات وريدية، بينما يُسمع بكاء الأطفال في الخلفية.

هؤلاء هم جزء من نحو 164 ألف شخص في مختلف أنحاء اليمن يُشتبه في إصابتهم بالكوليرا، ومن المتوقع أن يرتفع العدد إلى 250 ألفًا في الأسابيع المقبلة ما لم تُعزَّز جهود الاستجابة من الجهات المعنية، وفقًا للأمم المتحدة. وأوضح طبيب الطوارئ في المركز، بكيل الحضرمي، أن الإقبال على المركز ازداد بسبب السيول والأمطار في المنطقة، محذرًا من أن الطاقم الطبي يعمل فوق طاقته ويمكن أن ينهار في أي وقت، مما قد يؤدي إلى كارثة صحية.

شهدت مناطق عدة في اليمن، بما فيها مديرية حيس، سيولًا جارفة نتيجة هطول أمطار غزيرة، مما أسفر عن مقتل 60 شخصًا وتضرر 268 ألفًا آخرين، وفقًا للأمم المتحدة. بعد نزاع استمر لنحو عقد من الزمن، والذي تسبب في تفشي سوء التغذية وتدمير المراكز الطبية، تستعد حيس لأزمة صحية جديدة قد تؤدي إلى انتشار أمراض أخرى مرتبطة بالمياه. وأفادت المنظمة الدولية للهجرة أن تفشي الكوليرا تفاقم نتيجة للأمطار الغزيرة وما تبعها من فيضانات، مما زاد من خطر تلوث المياه.

أكد الحضرمي أن المركز استقبل بين الأول من أغسطس و18 منه 530 مريضًا يُشتبه في إصابتهم بالكوليرا، ولكن لم تتمكن السلطات الصحية من تأكيد سوى ثلاث إصابات حتى الآن، بسبب نقص الإمكانيات وغياب المختبرات في المنطقة.

الكوليرا، مرض يتسبب بتلوث المياه أو الغذاء، تعتبر متوطنة في اليمن الذي يشهد نزاعًا منذ 2014. ساهم نقص المياه والنظام الصحي المتدهور وارتفاع معدلات سوء التغذية في زيادة حالات الكوليرا منذ أواخر العام الماضي. الفيضانات الأخيرة زادت من التحديات التي تواجهها وكالات الإغاثة في هذا البلد الذي يواجه فيه العاملون في المجال الإنساني خطر الاعتقال، حيث يحتاج نصف السكان إلى مساعدات إنسانية.

تسبب الفيضانات أيضًا بتفريق الألغام الأرضية، مما أدى إلى صعوبة وصول المساعدات إلى المجتمعات المحتاجة. ومن بين العائلات المتضررة، عائلة عبد الله الشميري، الذي يخشى أن يصاب جميع أفراد أسرته بالكوليرا بعد تأكيد إصابة ابنه.

تجدر الإشارة إلى أن اليمن شهد أحد أسوأ أزمات الكوليرا في التاريخ الحديث بين 2016 و2022، حيث تم تسجيل 2.5 مليون حالة و4500 وفاة، مما جعل الوضع الحالي أكثر تعقيدًا، مع عودة تفشي الكوليرا.

قدرت الأمم المتحدة الحاجة المالية للاستجابة للكوليرا، لكن التمويل الحالي لا يكفي إلا لمعالجة ربع الحالات المحتملة. وحذرت من أن عدد الحالات قد يتجاوز 250 ألفًا إذا لم يتم تعزيز جهود الاستجابة على الفور.


عدد المصادر التي تم تحليلها: 4
المصدر الرئيسي : Al Arabiya – حيس (اليمن) – فرانس برس
post-id: 10c2b665-3b0a-40e6-8fca-c840da5b4e65