هكذا استثمر نجيب محفوظ الطرب في الأدب

Clock
%d9%87%d9%83%d8%b0%d8%a7 %d8%a7%d8%b3%d8%aa%d8%ab%d9%85%d8%b1 %d9%86%d8%ac%d9%8a%d8%a8 %d9%85%d8%ad%d9%81%d9%88%d8%b8 %d8%a7%d9%84%d8%b7%d8%b1%d8%a8 %d9%81%d9%8a %d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%af%d8%a8

**استثمار نجيب محفوظ للفنون الشعبية في الأدب**

تتداخل الفنون في نتاج نجيب محفوظ، حيث يدمج الموسيقى والأغاني في أعماله الروائية. وقد ألقى الناقد علي قطب الضوء على هذا الجانب من خلال كتابه “الغناء والطرب في أدب نجيب محفوظ”، مشيرًا إلى شغف الكاتب بالموسيقى، لاسيما ولعه بصوت كوكب الشرق، أم كلثوم.

فقد كان محفوظ عازفًا بارعًا على آلة القانون، واحتفل بعيد ميلاده الستين بحضور أم كلثوم. تظهر الأغاني في رواياته كمرآة تعكس الهوية الثقافية، كما في “زقاق المدق”، حيث تُسخر الأغاني للشخصيات لتقديم نقد اجتماعي. ترمز شخصية مونولوجست معروف إلى الفنان الشعبي محمود شكوكو، وتستدعي أعمال محفوظ التالي له، مما يعكس تأثيرات العمق الثقافي.

عبر شخصيات مثل “عامر وجدي” و”سرحان البحيري” في “ميرامار”، يتجلى الصراع بين الأجيال وقضية الهوية، حيث يمجد بعضهم صوت أم كلثوم، بينما يتبنى آخرون أغاني جديدة كعبد الحليم حافظ. كما يتجلى هذا الصراع الحضاري من خلال الشخصيات المتعلمة في الغرب التي تظل متمسكة بموسيقى أم كلثوم.

في “المرايا” و”السراب”، يتم توظيف الغناء كوسيلة للتعبير عن التوترات الثقافية والهوية، حيث تبرز الأغاني الشعبية والنمط الغربي. كذلك، يبرع محفوظ في استخدام الشعر، مضيفًا عمقًا روحيًا لأعماله، مثلما يتضح في “رحلة ابن فطومة”.

يتناول كتاب علي قطب أيضًا تأثير هذه الفنون على تجربة محفوظ، موضحًا كيف أثرت الأغاني والموسيقى في بناء عالمه السردي، مما يجعل أعماله متجذرة في الثقافة العربية العميقة.


عدد المصادر التي تم تحليلها: 7
المصدر الرئيسي : الشرق – شريف صالح
post-id: 266dd066-4091-4aa3-b42b-aebe9d4106ae