صراع الهوية الرقمية.. كيف تميز بين الإنسان والآلة في الفضاء الرقمي؟

Clock
%d8%b5%d8%b1%d8%a7%d8%b9 %d8%a7%d9%84%d9%87%d9%88%d9%8a%d8%a9 %d8%a7%d9%84%d8%b1%d9%82%d9%85%d9%8a%d8%a9 %d9%83%d9%8a%d9%81 %d8%aa%d9%85%d9%8a%d8%b2 %d8%a8%d9%8a%d9%86 %d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%86%d8%b3

يشهد عالمنا الرقمي تطورًا مذهلًا في مجال الذكاء الاصطناعي وتقنيات التعلم الآلي، حيث أصبحت روبوتات الذكاء الاصطناعي قادرة على محاكاة السلوك البشري بدقة عالية. وقد أثار هذا التطور تساؤلات حول طبيعة الهوية الرقمية، مدفعًا الباحثين إلى البحث عن آليات فعالة للتمييز بين الإنسان والآلة في الفضاء الرقمي.

### أزمة التمييز بين الإنسان والآلة:

تزايدت المخاوف بشأن القدرة على التمييز بين الإنسان والآلة بسبب عدة عوامل، أبرزها:

– **تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي:** أصبحت هذه التقنيات قادرة على توليد محتوى لا يمكن تمييزه عن المحتوى البشري، مثل النصوص والصور والأصوات، بل ونجحت في محاكاة سلوكيات الإنسان بشكل مقنع، مما يجعل أنظمة التحقق التقليدية مثل CAPTCHA أقل فاعلية.

– **انتشار روبوتات الدردشة:** تسهم روبوتات الدردشة المتطورة في تعقيد التمييز، حيث يمكن لها إجراء محادثات طبيعية ومعقدة يصعب التفريق بينها وبين المحادثات البشرية.

– **تهديد الأمن السيبراني:** تستغل العناصر الخبيثة تقنيات الذكاء الاصطناعي لتوليد كميات ضخمة من المحتوى المزيف بهدف نشر الشائعات وإحداث الفوضى والتلاعب بالرأي العام.

### تطوير نظام جديد للتحقق من الهوية الرقمية:

اقترح فريق من الباحثين، من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وجامعات وشركات متخصصة، تطوير نظام يُطلق عليه اسم “وثيقة إثبات الهوية البشرية” (PersonHood Credential) – ويرمز له اختصارًا (PHC) – بغرض التحقق من هوية مستخدمي الخدمات الرقمية بشكل دقيق، مؤكّدين على كونهم بشرًا وليس روبوتات. يأتي هذا الاقتراح كحل بديل لأنظمة التحقق التقليدية مثل CAPTCHA التي فقدت فعاليتها.

### آلية عمل نظام (PHC) الجديد:

يهدف النظام إلى التحقق من هوية مستخدمي الخدمات الرقمية عبر وثيقة هوية رقمية فريدة تصدرها الجهات الحكومية أو الشركات. تعتمد هذه الوثيقة على تقنية التشفير المعروفة بإثبات المعرفة الصفرية، مما يتيح التحقق من الهوية دون الكشف عن معلومات شخصية حساسة. يمكن للمستخدمين تخزين الوثائق في أجهزتهم لحماية إضافية وخصوصية، مما قد يُعفي من الحاجة إلى طرق التحقق التقليدية.

### تحديات وتأثيرات نظام (PHC) الجديد:

على الرغم من أن نظام (PHC) يحمل وعودًا كحل للتحقق من الهوية الرقمية، إلا أنه يواجه تحديات عدة، منها احتمال بيع الوثائق بشكل غير قانوني، ما يهدد سيادة النظام. كما أن الجهة المسؤولة عن إصدار الوثائق ستكون معرضة للهجمات السيبرانية، مما يثير مخاوف بشأن تركيز السلطة.

### مقارنة بين نظام (PHC) وWorldcoin:

يتشابه نظام وثائق الهوية المقترح مع ما تعمل عليه شركات مثل Worldcoin، التي تسعى للتحقق من الهوية باستخدام تقنية مسح قزحية العين. إلا أن الباحثين يؤكدون على ضرورة تحديد المعايير الأساسية اللازمة لأي نظام من هذا النوع، مع التأكيد على أهمية وجود أنظمة متعددة.

### هوية الخصوصية الرقمية:

يحمّل نظام (PHC) عبءًا جديدًا على المستخدمين، حيث يُطلب منهم التعامل مع تهديدات نظم الذكاء الاصطناعي المعروضة دون تقديم حلول فعالة من قبل الشركات. يتعين على هذه الشركات اتخاذ مبادرات لحل المشكلات التي تسببت بها تقنياتها.

### الحلول المقترحة:

تظهر المبادرات من الشركات كتحسينات على الورق، لكنها تمثل أيضًا تهربًا من المسؤولية. يمكن للشركات بدء بوضع علامات مائية على المحتوى ليعكس مصدره، فضلاً عن تطوير أدوات كشف المحتوى المزيف كجزء من الحل.

### الخلاصة:

يمثل التمييز بين الإنسان والآلة تحديًا كبيرًا، ورغم أن نظام (PHC) يقدم اقتراحًا لحل هذه المشكلة، إلا أنه يعيد تحميل العبء على المستخدمين. لذا، يجب على شركات التكنولوجيا العمل على تطوير حلول شاملة تضمن الاستفادة من الذكاء الاصطناعي مع الحفاظ على خصوصية المستخدمين.


عدد المصادر التي تم تحليلها: 1
المصدر الرئيسي : Al Arabiya – دبي – البوابة التقنية
post-id: 80ee7fa0-7b0b-4e30-8c31-30e09ed837da