ارتفاع قياسي بالمخاوف بشأن تكاليف الإسكان في الدول الغنية

تزايدت المخاوف بشأن تكاليف الإسكان في الدول الغنية بشكل غير مسبوق، وفقًا لتقرير صحيفة “فايننشال تايمز”. يُعزى ذلك إلى ارتفاع أسعار الرهن العقاري والإيجارات، إضافة إلى نقص هائل في عرض المساكن. أظهر استطلاع لمؤسسة غالوب أن نصف المشاركين في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية غير راضين عن توفر الإسكان بأسعار معقولة، وهي زيادة ملحوظة منذ رفع البنوك المركزية لأسعار الفائدة لمواجهة التضخم.

في الولايات المتحدة، ارتفعت أسعار المساكن رغم ارتفاع الفائدة، حيث عبّر نحو 60% من المشاركين عن عدم رضاهم عن توفر مساكن بأسعار معقولة. وفي أوروبا، لا تزال تكلفة الإسكان أعلى مما كانت عليه قبل الوباء. يظهر استياء أكبر بين الفئات الشابة، حيث وصلت نسبة غير الراضين بين من هم دون سن الثلاثين إلى 55%.

تشير الإحصاءات إلى أن أسعار المساكن في إنجلترا باتت تصل إلى ثمانية أضعاف متوسط الأجر السنوي، مما أدى إلى ازدياد عدد الأسر التي تعيش في مساكن مؤقتة. بالإضافة إلى ذلك، ارتفعت تكاليف الإيجار بنسبة تتراوح بين 20 إلى 80% في السنوات الأخيرة، متأثرة بارتفاع أسعار المواد الأولية وتكاليف البناء.

يؤكد الخبراء أن الحلول تتطلب استثمارات حكومية في بناء المزيد من المساكن، وتطوير الأراضي غير المستخدمة، وتنفيذ سياسات مالية تدعم الفئات الأكثر ضعفًا. ومع ذلك، يتوقعون أن تستمر الأوضاع على ما هي عليه على المدى القصير، مما يعكس الحاجة الملحة لمعالجة هذه الأزمة الإسكانية قبل تفاقمها أكثر.