شراكة معقدة بين الثقافة والسلاح في كوريا الجنوبية

تشهد كوريا الجنوبية جدلاً حول العلاقة بين الثقافة والدفاع، خصوصًا مع شركة “هانوا” التي تعرضت لانتقادات حادة بسبب تواجدها كشريك رئيسي لمتحف مركز بومبيدو الفرنسي المزمع افتتاحه في سول عام 2025. جاءت الانتقادات نتيجة لتمويل الشركة للجيش الإسرائيلي عبر شراكات مع شركة “Elbit Systems” الإسرائيلية لتصنيع الأسلحة.

تسعى “هانوا” للثقافة، التي ستستضيف المتحف، لتعزيز العلاقات الثقافية مع فرنسا، لكن في الوقت نفسه، تزامنت اتفاقياتها مع تعزيز قدراتها الدفاعية، حيث قامت بتوقيع عقود مع “Elbit Systems” و”Elta Systems” لتصدير أنظمة رادارية متطورة.

في سياق تعزيز الإنفاق الدفاعي، أظهرت إيرادات “إلبيت” ارتفاعًا ملحوظًا، مع توقعات بمزيد من الطلبات على أسلحتها بسبب الأزمات الجيوسياسية. أثار هذا الوضع استياء العديد من الكوريين، حيث نظمّت أربعة أحزاب تقدمية مظاهرة في يناير 2024، تطالب بوقف تسليح إسرائيل.

تمتلك مجموعة “هانوا” قيمة سوقية تقدر بحوالي 56.7 مليار دولار، وقد شهدت زيادة كبيرة في تقييمها بسبب الأزمات الأمنية. تمثّل صناعة الدفاع جزءًا هامًا من استثماراتها، خاصة بعد استحواذها على شركات تابعة لسامسونغ في 2015. هذه الوضعية تعكس التشابك المعقد بين الاقتصاد، الثقافة، والسياسة في كوريا الجنوبية، مما يثير تساؤلات حول أخلاقيات دعم صناعات الأسلحة في ظل النزاعات الدولية القائمة.