الدموع هي سيرتنا الذاتية التي أغفلتها الكلمات

الدموع هي مرآتنا الذاتية التي تعكس ما نُخفيه. يجسد كتاب توم لوتز “تاريخ البكاء” فكرة محورية بتحقيقه في طبيعة الدموع وأثرها عبر الزمن. إذ يقدم المؤلف، الذي ترجم كتابه إلى العربية عبد المنعم محجوب، رؤية شاملة حول دلالات الدموع في الثقافات المختلفة.

استلهم لوتز كتابه من سؤال أستاذه رولان بارت حول كتابة تاريخ الدموع، مما عزز رغبة لوتز في التواصل بين الفلسفة التطبيقية والعلوم الحديثة. يسلط الضوء على دلالات البكاء التي تتراوح بين الفرح والحزن، ويغوص في ميثولوجيا الثقافات القديمة، مستعرضًا كيف كانت الدموع تُعتبر رمز الغفران والشفاء، انطلاقًا من نصوص دينية مثل العهد القديم.

يستعرض المؤلف أيضاً كيف أن الدموع كانت محط اهتمام العديد من الشعراء والمفكرين عبر العصور، مشيرًا إلى أن إغفال الدموع العربية يشير إلى نقص في فهم الأبعاد الثقافية. إذ أن الشعر العربي يتمحور حول الرثاء والفقد، كما يظهر في رائعة امرئ القيس.

في النهاية، يُظهر الكتاب أن الدموع ليست مجرد تعبير عن المشاعر، بل تحمل خلفها قصصًا عميقة عن الإنسانية والثقافة، مما يجعل من “تاريخ البكاء” مرجعًا ثريًا لفهم هذا الجانب الأساسي من الوجود البشري.