احتياطيات البنوك المركزية من الذهب تبلغ أعلى مستوى لها منذ التسعينيات

تحتفظ البنوك المركزية في العالم الآن بحصة تقدر بـ 12.1% من إجمالي احتياطيات الذهب، وهو مستوى لم يُسجّل منذ التسعينات، حيث زادت هذه النسبة أكثر من الضعف خلال العقد الماضي. تقود الصين والهند وتركيا وبولندا حمى شراء الذهب، إذ وصلت احتياطيات الصين إلى مستوى قياسي جديد في عام 2024، حيث بلغت 2264 طناً، مما يجعله يمثل 5.4% من احتياطياتها الأجنبية.

شهدت أسعار الذهب ارتفاعاً غير مسبوق هذا العام، حيث سجل المعدن الأصفر زيادة بنسبة 33%، ووصل سعره إلى 2772 دولاراً للأوقية. خلال نفس الفترة، ارتفع مؤشر ناسداك بنسبة 10% فقط، في حين زادت قيمة الذهب بنحو 67% منذ بداية السوق الصاعدة في أكتوبر 2022، بينما ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنحو 63%.

وأفاد مجلس الذهب العالمي بأن البنوك المركزية اشترت 483 طناً من الذهب في النصف الأول من العام. تُعزى هذه الموجة الشرائية إلى الرغبة في التنويع بعيداً عن الدولار الأميركي الذي هيمن على التجارة العالمية لعقود. وذكر بنك غولدمان ساكس أن مضاعفة مشتريات البنوك المركزية ثلاث مرات منذ منتصف 2022 تعتبر تحولاً هيكلياً مستمراً.

وفقاً للاقتصادي محمد العريان، ارتفاع حيازات الذهب يعكس انتقالاً في سلوك الدول، حيث تتطلع هذه الدول إلى بدائل لنظام المدفوعات القائم على الدولار. كما ألهمت نجاحات روسيا في تقليل الاعتماد على الدولار عدة دول لتتبنى نفس النهج.

مع تصاعد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، واستمرار النزاع بين روسيا وأوكرانيا، لجأ المستثمرون بشكل متزايد إلى الذهب كأصل مستقر. أكد بنك أوف أميركا أن “الذهب يبدو وكأنه الملاذ الآمن الأخير”. يؤثر أيضاً انخفاض أسعار الفائدة بشكل مباشر على جاذبية الذهب، حيث historically يرتفع سعر المعدن بنحو 10% بعد ستة أشهر من خفض الفائدة.