تواجه الإمارات تحديات مناخية كبيرة بسبب طبيعتها الصحراوية، ولكن بفضل استراتيجيات وطنية محكمة، تمكنت الدولة من تحويل العديد من الأراضي القاحلة إلى واحات خضراء. يعتمد النجاح في هذا التحول على الإرادة القوية للشعب الإماراتي والمبادرات الزراعية المستدامة التي تسعى لتطوير القطاع الزراعي. من أبرز هذه المبادرات، زراعة القمح، التي تعد ركيزة أساسية للأمن الغذائي والاعتماد على الذات.
انطلقت مبادرة “قمح الإمارات” في عام 2017 بمشاركة 16 مزارعًا، ونجحت في جذب أكثر من 200 مزرعة، حيث تنتج حاليًا أكثر من 80 طناً من القمح سنويًا. كما تم تدشين مشروع زراعة القمح في مليحة في الشارقة، حيث تمت زراعة 1400 هكتار، وحققت الشارقة إنتاجية عالية من القمح العضوي.
يدعم المشروع بحوثًا لتطوير سلالات جديدة من القمح، منها سلالة “الشارقة-1″، التي تسجل أعلى نسبة بروتين وتستخدم 30% أقل من المياه. وقد حصل دقيق “سبع سنابل”، المستخرج من هذه السلالة، على عدة شهادات جودة، مما يعزز ثقته في السوق.
تتبنى مزارع القمح تقنيات ري حديثة تعتمد على الأتمتة والذكاء الاصطناعي، مما يوفر بين 40 إلى 45% من المياه المستخدمة. هذه التقنيات تشمل وضع مجسات في التربة لتحسين استهلاك المياه.
يمثل تقدم زراعة القمح في الإمارات دليلاً على القدرة على تجاوز التحديات وتحقيق الاكتفاء الذاتي، مما يسهم في تعزيز الأمن الغذائي ويعكس رؤية الدولة نحو التنمية المستدامة.
عدد المصادر التي تم تحليلها: 6
المصدر الرئيسي : دبي ـ الإمارات اليوم
post-id: f41f3d4c-00ab-44fa-b7ab-e5e334925a1a