في عرض أثار اهتمام النقاد والجمهور في الولايات المتحدة الأميركية، حقق الفيلم السوداني “الخرطوم” صدى واسعًا ضمن مهرجان “صندانس” السينمائي، الذي يعد واحدًا من أبرز المنصات العالمية للأفلام المستقلة. بأسلوبه البصري القوي وسرديته العميقة، يقدم الفيلم رؤية جريئة للواقع السوداني، مما جعله حديث المهرجان ومصدرًا لنقاشات مكثفة.
يتناول الفيلم، الذي يُسلط الضوء على الحرب المُستعرة في الخرطوم، حياة أبناء المدينة الذين لا يزالون يقاومون محاولات محو تاريخهم. يجسد “الخرطوم” وثيقة حية تُعبر عن صمود الشعب السوداني، حيث ينقل الفيلم عبر عدسة هواتف آيفون واقعًا يعكس صراع الحياة والموت في واحدة من أكثر المدن تدميرًا في العالم. الفيلم ليس مجرد وثائقي عن مدينة تحت الحصار، بل هو شهادة على قوتها ومرونتها. من خلال سرديات لخمس شخصيات مختلفة، يقدم “الخرطوم” تجارب إنسانية تُظهر الأفراد الذين تم إغفال قصصهم، ليحولهم من مجرد أرقام إلى رموز للثوار والأمهات والعاملين الذين يستحقون أن تُروى حكاياتهم.
وفي تعليق للمخرجة راوية الحاج، إحدى صانعي الفيلم، قالت إنهم نجحوا في إيصال رسالتهم للعالم من خلال هذا العمل، موضحة أن الهدف كان إنتاج وثائقي يبرز القصص الإنسانية للأشخاص الذين قُتلوا في الخرطوم، وليس مجرد تقديم إحصاءات للوفيات. وقد أثار الفيلم أسئلة عديدة لدى الجمهور الأميركي حول السودان وأحوال البلاد بعد اندلاع الحرب.
عندما بدأ الفريق العمل على الفيلم في صيف 2022، كانوا يخططون لإنهاء التصوير في صيف 2023. لكن اندلاع الحرب قبل انتهاء التصوير غير كل شيء، حيث فقدوا التواصل في خضم الفوضى. مع ذلك، تمكن الفريق بعد عدة شهور من استعادة التواصل وعملوا على إكمال الفيلم بأي ثمن.
وفقًا لراوية الحاج، فإن فكرة الفيلم جاءت من المخرج البريطاني الذي قدم لأول مرة إلى السودان لإخراج فيلم عن أحد أيقونات الثورة السودانية. ومن ثم، قرر إنتاج وثائقي يستند إلى سرد قصص خمس شخصيات مختلفة، تتناول حياة مواطنين يحاولون البقاء في مدينة تعصف بها الأزمات.
إن “الخرطوم” هو أكثر من مجرد وثائقي عن مدينة، إنه شهادة على صمود سكانها والتحديات التي يواجهونها يوميًا، حيث يبرز الفيلم الأمل وسط الفوضى والرغبة في الحياة.
عدد المصادر التي تم تحليلها: 1
المصدر الرئيسي : الخرطوم – خالد فتحي
post-id: 524d8fba-5981-4310-be6d-25274c2a1299
