25h Culture Category

“تجييل” الشعراء العراقيين.. ظاهرة مرتبطة بالزمن لا بالتجربة الشعرية

%d8%aa%d8%ac%d9%8a%d9%8a%d9%84 %d8%a7%d9%84%d8%b4%d8%b9%d8%b1%d8%a7%d8%a1 %d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b1%d8%a7%d9%82%d9%8a%d9%8a%d9%86 %d8%b8%d8%a7%d9%87%d8%b1%d8%a9 %d9%85%d8%b1%d8%aa%d8%a8%d8%b7

تشكل ظاهرة “تجييل” الشعراء العراقيين موضوعًا مثيرًا للجدل في الأدب، حيث يتم تصنيفهم وفق أطر زمنية ضيقة. في كتابها “الحقيقة والوهم.. في تجييل الشعر العراقي”، تطرح الناقدة نادية هناوي أهمية إعادة النظر في تصنيف الشعراء بعيدًا عن التركيز على الأجيال والأعمار، محذرة من أن هذا التصنيف يسهم في تقديم فهم محدود للإبداع الأدبي.

التجييل يظهر كمفهوم زماني يرتب المبدعين في مجموعات ذات ملامح متشابهة، لكنه يتعرض لانتقادات بسبب تشابهه مع التقسيمات التاريخية التي لا تعترف بتفاوت العطاء الإبداعي. فبينما يُفهم التجييل على أنه تحقيب تاريخي، فإن الفهم الأدبي يتطلب وضع الأدباء في خانات وفق معايير مدروسة، مثل التقارب الفكري والأيديولوجي.

عودةً إلى ستينيات القرن العشرين، تُظهر ظاهرة التجييل كاستجابة لتحولات أدبية كبيرة، حيث سعى بعض الشعراء لتسجيل قطيعتهم مع رواد الشعر الحر، مما أعطى شكلًا أكثر وضوحًا لردود الفعل تجاه تلك الحركة. ومع تصاعد استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، يمكن القول إن هذه المنصات قد ساهمت في توسيع النقاش حول ظاهرة التجييل، لكنها تظل محدودة في تقديم تقييم شامل.

تسعى هناوي لدعوة النقاد والمهتمين إلى النظر إلى الإبداع كعملية مستمرة، تتجاوز مفاهيم العمر والزمن، مؤكدًة أن الصراعات والعقبات لا تستطيع إحداث تغيير حقيقي في المنظومة الأدبية. تعتبر الموهبة والتنوع في الكتابة هي العوامل الرئيسية لتعزيز الإبداع عبر الأجيال، مما يعكس الطبيعة الايجابية لهذا الخلق الأدبي العابر للزمان.



عدد المصادر التي تم تحليلها: 3
المصدر الرئيسي : علي صلاح بلداوي Asharq Logo
post-id: c49d99b4-152d-49b6-a940-db028f3f17da