يُلاحظ الكثيرون أن أصواتهم تتغير مع مرور الزمن، خاصة عندما يستمعون لتسجيلات صوتية قديمة. هذه الظاهرة ليست محض صدفة، بل لها تفسير علمي. وفقاً لمقال متخصص، تتسم أصواتنا بالديناميكية، حيث تتغير درجة الصوت وجودته خلال مراحل حياتنا المختلفة. يُظهر الإنسان أصواتاً عالية النبرة في الطفولة، ثم تتعمق هذه الأصوات أثناء مرحلة البلوغ، لتستمر في التغير مع التقدم في السن، حيث تتطور أحبالنا الصوتية جنباً إلى جنب مع بقية الجسم.
توضح الدكتورة فاليري فريدلاند، أستاذة علم اللغة، أن أصواتنا تتأثر بالتغيرات الهرمونية وتوتر العضلات ومستويات الترطيب. فهم أسباب تغير الصوت قد يسهم في تعزيز صحة الصوت وطرق الحفاظ عليه قوية على مر الزمن. كما تلاحظ فريدلاند أن الأطفال يميلون إلى امتلاك أصوات مرتفعة النبرة متشابهة، إذ تكون مسالكهم الصوتية بنفس الحجم تقريباً قبل البلوغ. لكن عند الوصول إلى سن البلوغ، تلعب الهرمونات دوراً مهماً وتسبب تغييرات ملحوظة.
بالنسبة للأولاد، يؤدي ارتفاع هرمون التستوستيرون إلى ثخانة وإطالة الحبال الصوتية، مما ينتج عنه صوت أعمق. بينما تتغير أصوات الفتيات أيضاً أثناء البلوغ ولكن بشكل أقل، حيث يؤدي هرمون الاستروجين إلى انخفاض بسيط في نبرتهن، مما يمنحهن صوتًا أكثر نضجًا.
إلى جانب العوامل البيولوجية، تؤثر التوقعات الاجتماعية على كيفية تطور الأصوات. تشير الأبحاث إلى أن الفجوة بين متوسط نبرة الصوت الذكري والأنثوي تكون أكبر في المجتمعات التي تتبنى أدواراً صارمة مقارنةً بالمجتمعات ذات المعايير الأكثر مرونة.
ومع تقدم العمر، تتغير أصواتنا نتيجة فقدان قوة العضلات وزيادة الجفاف وتصلب الحبال الصوتية، مما يؤدي إلى ضعف الصوت وقلة مرونته. قد يُلاحظ المغنون صعوبة في الحفاظ على النغمات، كما يمكن أن تؤثر تغييرات سعة الرئة على قدرتهم على رفع الصوت.
تشير فريدلاند إلى أن الهرمونات لها تأثير كبير، حيث يمكن أن يؤدي انخفاض مستويات هرمون التستوستيرون عند الرجال إلى ترقق الحبال الصوتية، بينما يمكن أن يتسبب انخفاض هرمون الاستروجين وزيادة الأندروجينات عند النساء في سماكة الحبال الصوتية وتغيير نبرة الصوت. ولكن في بعض الأحيان، يمكن للعلاج بالهرمونات البديلة أن يعالج هذه التغييرات.
توجد خطوات يُمكن اتخاذها لحماية الصوت في أي عمر، ومن أهمها الحفاظ على رطوبة الجسم، تجنب التدخين، تقليل تناول الكحول، ومنح الصوت الراحة المنتظمة.
عدد المصادر التي تم تحليلها: 7
المصدر الرئيسي : لندن – العربية نت
post-id: aa79ad9d-0455-4cef-a05a-4b11f664788a
