تواصل أمانة العاصمة الأردنية عمّان إحياء تقليد إطلاق مدفع رمضان من ساحة النخيل في رأس العين، وذلك بالتعاون مع القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي. سيتم إطلاق المدفع يومياً عند أذان المغرب طوال الشهر الفضيل، ليصبح هذا التقليد جزءًا من التراث الأردني الأصيل.
أكد الناطق الإعلامي باسم الأمانة، الدكتور ناصر الرحامنة، أن جميع الترتيبات والتجهيزات قد اكتملت، مع اتخاذ إجراءات السلامة العامة. وأشار إلى أن المدفع يمثل جزءًا من ذاكرة المجتمع الأردني في رمضان، حيث كان يعتمد عليه الأهالي للإعلان عن موعد الإفطار.
تقليد ممتد منذ التأسيس
يربط أستاذ التاريخ في “جامعة اليرموك”، الدكتور أحمد محمد الجوارنة، بين مدفع رمضان والتاريخ الوطني، مشيرًا إلى أن أول إطلاق له في الأردن يعود إلى بدايات تأسيس إمارة شرق الأردن، وبمباركة من الملك المؤسس عبدالله بن الحسين.
وأضاف الجوارنة أن الوثائق المتاحة حول هذا التقليد قليلة، إلا أن أقدم وثيقة تعود إلى تشرين الأول عام 1938، حيث طلب رئيس بلدية عمان من رئيس الوزراء إصدار أمر لقائد الجيش لتزويد مدفع رمضان بالملابس اللازمة لاستخدامها في حشوه.
وفي عام 1953، أرسل متصرف لواء الكرك رسالة إلى رئيس بلديتها يبلغه فيها بموافقة وزير الداخلية على توفير المواد المتفجرة اللازمة لإطلاق المدفع، وتم تخصيص 23 دينارًا لشراء ملح البارود.
أما في إربد، فكان المدفع يُسمع في المدينة والقرى المحيطة لتنبيه الأهالي بموعد الإفطار، رغم عدم وجود وثائق تؤرخ لهذا التقليد. ومع ذلك، تم العثور على وثيقتين تعودان إلى قضاء الكورة عام 1959، إحداهما توجّه فيها قائم مقام القضاء إلى رئيس بلدية دير أبي سعيد لرصد مبلغ لشراء المدفع، مما يؤكد أن هذا التقليد له جذور عميقة في المجتمع الأردني.
عادة متجذرة في وجدان الأردنيين
يؤكد المؤرخون أن مدفع رمضان يعد جزءًا من الموروث الثقافي الأردني، حيث كان يُستخدم في مختلف المدن لإعلام الصائمين بموعد الإفطار. ويظل هذا التقليد حاضرًا في عمان، حيث ينتظره الأهالي بشغف، ليبقى صوت المدفع مرتبطًا بأجواء الشهر الفضيل ويعزز الطابع الرمضاني الأصيل في العاصمة.
عدد المصادر التي تم تحليلها: 7
المصدر الرئيسي : العربية.نت – محمد ساهر الطراونة

post-id: 02044d3f-b9e1-421d-a15a-f4ba63621e96