منوعات

الذكاء الاصطناعي فشل في استخدامها.. لغز “الهمهمة” في الحديث بين البشر

%d8%a7%d9%84%d8%b0%d9%83%d8%a7%d8%a1 %d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%b5%d8%b7%d9%86%d8%a7%d8%b9%d9%8a %d9%81%d8%b4%d9%84 %d9%81%d9%8a %d8%a7%d8%b3%d8%aa%d8%ae%d8%af%d8%a7%d9%85%d9%87%d8%a7 %d9%84%d8%ba%d8%b2

إذا استمعت بعناية إلى أي حوار بين شخصين، ستلاحظ استخدامهما للعديد من أنصاف الكلمات أو الهمهمات مثل “إمممم” أو “همممم”، وهي أصوات لا تحمل معنى حقيقياً في سياق الحديث. لعقود طويلة، كان يُعتقد أن هذه الأصوات مجرد ضوضاء بلا جدوى، وأنها تأتي بشكل هامشي في المحادثات دون تأثير ملحوظ.

ومع ذلك، فإن هذه الهمهمات قد تحمل فوائد أكبر مما يُعتقد، حيث يرى بعض علماء اللغويات الآن أنها تُعتبر جزءًا مهمًا من التواصل، بل وقد تكون أدوات ضرورية لضمان الفهم المتبادل أثناء الحديث. تشير الأبحاث إلى أن هذه الأصوات قد تكون عنصرًا مركزيًا في اللغة، ما يجعلها تمثل تحديًا لتطبيقات الذكاء الاصطناعي التي تسعى لإتقان اللغة البشرية بكافة تفاصيلها.

يقول الباحث مارك دينجمانس، أستاذ اللغويات في جامعة رادبود الهولندية، إن هذه الظاهرة اللغوية غالبًا ما تمر دون ملاحظة. ويضيف أن هذه الهمهمات تُعقد اللغة وتعزز من تعقيداتها. في الماضي، كان التركيز على اللغة المكتوبة نظرًا لعدم توفر سجلات صوتية، ولكن مع ظهور تقنيات التسجيل الصوتي، بدأ الباحثون في تحليل اللغة المنطوقة. وقد توصلوا إلى أن هذه الهمهمات تشكل حوالي واحدة من كل سبعة ألفاظ مُستخدمَة في المحادثات، مما يُظهر حاجتنا إليها في التعبير.

يرى دينجمانس أن العديد من هذه الهمهمات تُساهم في استمرارية الحديث، كما أنها أدوات تُعبر عن الانفعالات والمعاني غير المعلنة. على سبيل المثال، يمكن استخدام “إمممم” للإشارة إلى الفهم، و”هه” لطلب التكرار. إذا تم إغفال هذه الهمهمات، قد يحدث خلل في نقل المعاني بين المتحدث والمستمع. في دراسة شملت 31 لغة، وُجد أن جميع اللغات تستخدم ألفاظًا قصيرة مثل “هه” لإظهار الاستدراك.

في دراستهم، لاحظ الباحثون مفهوم “إيماءات الاسترسال” التي تعني استخدام ألفاظ مختصرة مثل “إمممم” لتأكيد تركيز المستمع وتشجيعه للمتحدث على مواصلة الحديث. دراسة أجريت على 34 طالبًا أظهرت أن عدم استخدام تلك الهمهمات يؤثر سلبًا على قدرة المتحدث في إيصال المعنى.

توضح الباحثة إليسون نجوين من جامعة إلينوي الأمريكية أن “إمممم” تشير إلى دعوة للاستمرار في الكلام، بينما تعكس أصوات أخرى مثل “ياه” الفهم وتقديم الانتقال إلى معنى آخر. تؤكد أن هذه الهمهمات تلعب دورًا حيويًا في تسهيل الفهم المتبادل.

ترى الباحثة مارتينا ويلتشكو أن استخدام الهمهمات بشكل صحيح قد يكون مفتاحًا لتحقيق الطلاقة في الحديث، خاصة لمن يتعلمون لغات جديدة، رغم أن الكثير من المعلمين يغفل ذلك. تشير مارتينا إلى أن الهمهمات تُعتبر دليلاً على القوة اللغوية للشخص المتحدث بلغة وطنية، وأنها تساعد في توصيل المعاني المقصودة.

ختامًا، يبرز دينجمانس أهمية هذه الهمهمات في إضفاء المزيد من التعقيد والدقة على الحوار، مشيرًا إلى أن غيابها قد يؤثر سلبًا على تواصل المعاني.



عدد المصادر التي تم تحليلها: 3
المصدر الرئيسي : العربية.نت- وكالات Alarabiya Logo
post-id: 83144440-ce99-4440-be0c-b923cc10692b

دقيقتين قراءة ●●○