السعودية

مفتي عام المملكة لـ ”اليوم“: ظاهرة الطلاق والخلع «مقلقة» و تكرار العمرة في سفرة واحدة «ليس من السنة»

%d9%85%d9%81%d8%aa%d9%8a %d8%b9%d8%a7%d9%85 %d8%a7%d9%84%d9%85%d9%85%d9%84%d9%83%d8%a9 %d9%84%d9%80 %d8%a7%d9%84%d9%8a%d9%88%d9%85 %d8%b8%d8%a7%d9%87%d8%b1%d8%a9 %d8%a7%d9%84%d8%b7

  • تكرار العمرة في “سفرة واحدة ليس من السنة”
  • نصيحتي للشباب: ابتعدوا عن السهر وحافظوا على أوقاتكم
  • مستغلو الناس في البيع والشراء “ضعاف الإيمان”
  • ظاهرة الطلاق والخلع “مقلقة” وتتطلب معالجة جذرية لأسبابها

أكد سماحة مفتي عام المملكة، رئيس هيئة كبار العلماء والرئيس العام للبحوث العلمية الإفتاء، الشيخ عبدالعزيز بن عبد الله بن محمد آل الشيخ، أن العمرة في رمضان لها ثواب جليل، وأجر عظيم لمن خصلت نيته وصلح عمله.

وأضاف: غير أن هذه الأجور المترتبة على العمرة في رمضان لا تسوغ للمسلم أن يأتي بأكثر من عمرة في الشهر، فليس من السنة، ولا من هدي السلف، تكرار العمرة في سفرة واحدة، لا عن نفسه، ولا عن غيره؛ إذ الأصل أن لكل عمرة سفرة ومن أتى بعمرة فيترك المجال لغيره من المسلمين.

ونصح سماحة المفتي بالتبرع عبر منصتي إحسان، و”جود للإسكان”، كونهما من المنصات الموثوقة التي هيأتها الدولة لحفظ أموال الناس وتوزيعها على المستحقين وفق آليه وحسابات يشرف عليها رجال ولجان شرعية مختصة.

ورأى سماحته، أن ازدياد حالات الطلاق والخلع في المجتمعات يمثل ظاهرة مقلقة لها آثار سلبية على كيان الأسرة ومستقبل الأبناء، وتتطلب معالجة حكيمة وشاملة تراعي الأبعاد الاجتماعية والنفسية والدينية والاقتصادية للمواجهة.

هذا فضلا عن تضافر جهود المؤسسات الدينية والتعليمية والقانونية والاجتماعية، مع التركيز على نشر الوعي بأهمية التماسك الأسري ومعالجة الأسباب الجذرية للطلاق بطريقة متوازنة تراعي مصلحة، وقال: على التجار مراعاة ظروف “المحاويج” وعدم استغلال شهر رمضان في زيادة الأسعار.

وإلى نص الحوار:

– نصائح مهمة للشباب في رمضان

يحل علينا شهر رمضان المبارك.. بماذا تنصحون سماحتكم الشباب خلال الشهر الفضيل؟

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته: الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين! أولاً: نبارك للإخوة والأخوات، وللمسلمين في أرجاء العالم دخول هذا شهر رمضان، ونسأل الله لنا ولهم القبول.

ونصيحتي للجميع وبخاصة الشباب اغتنام هذا الموسم المبارك الذي بلغنا إياه ربنا سبحانه وتعالى – جعلنا الله وأياكم من صوامه وقوامه-، وننصحهم بالالتزام والمحافظة على الصلوات في أوقاتها وعدم خدش صيامهم باللغو فال النبي – صلى الله وسلم – يقول “إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب. وفي رواية فلا يرفث ولا يجهل فان امرؤ شاتمة أو قاتله فليقل إني امرؤ صائم، أسأل الله لنا ولكم الهداية والتوفيق.

– السهر في شهر رمضان

يعتاد البعض في أيام شهر رمضان على السهر حتى ساعات الصباح الأولى والنوم إلى ما قبل أذان المغرب فهل يؤثر ذلك في أجر الصيام؟

مما لا شك أن عبادة الصوم هي ركن من أركان الإسلام. ولذا، يجب على المسلم الاعتناء بصيامه والمحافظة عليه فالذي يصوم كيف يسوغ لنفسه أن يترك الصلوات وهي ركنٌ من أركان الإسلام شأنها شأن الصيام، والصلاة أمرها عظيم ومكانتها في الدين الركن الثاني بعد الشهادتين، فأوصى الصائم أن يحافظ عليها والذي يسهر كيف له أن يقوم للصلاة.

ولذلك، أنصح الجميع بأن يحافظوا على أوقاتهم والابتعاد عن السهر الذي لا يفيد ويستغل ذلك في الصلاة والقيام والدعاء وقراءة القرآن وأن يحافظ على الصلوات في أوقاتها.

– أداء العمرة أكثر من مرة خلال شهر رمضان

يحرص عدد غير قليل من المسلمين على أداء العمرة أكثر من مرة خلال شهر رمضان، مما يؤدي إلى زيادة الازدحام بالمسجد الحرام، كيف ترون ذلك؟

للعمر في رمضان ثواب جليل، وأجر عظيم لمن خصلت نيته وصلح عمله ففي الصحيحين لما رجع النبي – صلى الله عليه وسلم – من حجته قال لأم سنان الأنصارية: ما منعك من الحج؟ قالت: أبو فلان – تعني زوجها- كان له ناضحان، حج على أحدهما، والآخر يسقي أرضًا لنا. قال صلى الله عليه وسلم: “فإن عمرة في رمضان تقضي حجة – أو حجة معي -“.

فهذه الأجور المترتبة على العمرة في رمضان لا تسوغ للمسلم أن يأتي بأكثر من عمرة في رمضان فليس من السنة، ولا من هدي السلف، تكرار العمرة في سفرة واحدة، لا عن نفسه، ولا عن غيره؛ إذ الأصل أن لكل عمرة سفرة، فمن أتى بعمرة فيترك المجال لغيره من المسلمين، ولما نشاهد من الأعداد الكثيرة في العمرة خصوصاً في رمضان ولما سهلته حكومة خادم الحرمين الشريفين للمسلمين.

فحري بالمسل أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه فإذا اعتمر عمرة، أكتفى بها عملاً بالسنة، وقصداً للتخفيف عن المسلمين ففي هذه النية الأجر العظيم، نسأل الله التوفيق والسلامة للمعتمرين والزائرين، وبالله التوفيق وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

– استغلال التجار للمستهلكين

يستغل بعض التجار “ضعاف النفوس” إقبال المستهلكين على شراء السلع خلال شهر رمضان برفع أسعار السلع طمعا في زيادة الأرباح.. فماذا عن ذلك وكيف نجعل من رمضان موسمًا لمحاربة جشع التجار؟

يا أخي.. المسلم أخ المسلم، والمسلم يحب لأخيه ما يحب لنفسه، فكيف يسوغ لمسلم أن يستغل الناس في بيعهم وشرائهم إلا إذا ضعف إيمان هؤلاء، “هدانا الله وإياهم”، وينبغي أن يكون رمضان فرصة للتكاتف والتعاون بين المسلمين وفي رمضان آكد.

لأن الأجر فيه مضاعف عن غيره، فعلى إخواننا التجار “هدياهم الله” توخي الخير ومراعاة ظروف المحاويج وعدم استغلال الشهر المبارك في زيادة الأسعار، والنصيحة هنا لكل تاجر أن يتقي الله فيما أتاه الله من مال لأن المسلم يسأل عنه ماله كيف اكتسبه وفيم أنفقه، وسوف يسأل عن هذا المال فالكسب الحلال يبارك الله فيه وفي صاحبه ويزيدهم من فضله.

– التبرع في أوجه الخير خلال شهر رمضان

يقبل الصائمون على التبرع لأوجه الخير طوال أيام الشهر الفضيل عبر القنوات الرسمية، كمنصة إحسان وغيرها.. فما توجيهاتكم بهذا الشأن؟

منصة إحسان، ومنصة جود للإسكان من المنصات الموثوقة التي هيأتها الدولة لحفظ أموال الناس وتوزيعها على المستحقين وفق آلية وحسابات يشرف عليها رجال ولجان شرعية مختصة، فأرجو أن يكون صرف مال المسلمين وزكواتهم وصدقاتهم من خلال القنوات الرسمية المعتمدة.

وبإمكان المسلم تفقد أقاربه ومن حوله ومن يحتاج ممن يثق بهم وأنهم بحاجة ماسة، نسأل الله لنا ولهم القبول.

– موائد الإفطار الجماعي خلال شهر رمضان

يرى البعض أن موائد الإفطار الجماعي خلال شهر رمضان، تسهم في دخول غير المسلمين إلى الإسلام من خلال إتاحة الفرصة لهم للتعرف على الشعائر الإسلامية وسماحة الإسلام والتكافل والترابط بين الصائمين.. فما رأيكم بهذا الخصوص؟

تفطير الصائمين في المساجد يعد من الأعمال الفاضلة التي تحمل معاني عظيمة في الإسلام، فهي تجمع بين العبادة والإحسان إلى الناس، وتبرز سماحة الدين الإسلامي وتكافله، فقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم قوله: “من فطر صائما كان له مثل أجره، غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء” رواه الترمذي وابن ماجة بسند صحيح.

فهذا الحديث يشير إلى الأجر المضاعف لمن يفطر الصائمين، سواء كان الطعام كثيراً أو قليلاً، خاصة في المساجد، يسهم في تحقيق التآلف بين المسلمين ويعزز روح الأخوة، حيث يجتمع الأغنياء والفقراء على مائدة واحدة.

لا شك أن عبادة إطعام الطعام، ينشأ عنها عبادات كثيرة منها: التودد والتحبب إلى المطيعين، فيكون ذلك سببًا في دخول الجنة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: “لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا”. عندما يرى غير المسلمين هذه المظاهر، مثل موائد الإفطار الجماعية، يتأثرون إيجابيًا، مما يسهم في تصحيح المفاهيم الخاطئة عن الإسلام وإبراز سماحته وعدله.

– مشكلة ازدياد حالات الطلاق

ازدادت خلال السنوات القليلة الماضية حالات الطلاق، وما يعرف بـ”الخلع” من قبل الزوجات على أزواجهن، فكيف يواجه المجتمع تلك الظواهر المقلقة التي تقوض كيان الأسر ومستقبل الأبناء؟

ازدياد حالات الطلاق والخلع في المجتمعات يمثل ظاهرة مقلقة لها آثار سلبية على كيان الأسرة ومستقبل الأبناء، وتتطلب معالجة حكيمة وشاملة تراعي الأبعاد الاجتماعية والنفسية والدينية والاقتصادية لمواجهة ظاهرة الطلاق والخلع.

وتابع لا بد من تضافر جهود المؤسسات الدينية والتعليمية والقانونية والاجتماعية، مع التركيز على نشر الوعي بأهمية التماسك الأسري ومعالجة الأسباب الجذرية للطلاق بطريقة متوازنة تراعي مصلحة جميع الأطراف.

نسأل الله أن يصلح أحوال المسلمين ويجمع بينهم على خير. إنه سميع مجيب.



عدد المصادر التي تم تحليلها: 2
المصدر الرئيسي : حاوره – فيصل الفريان
post-id: 471bffe3-a5a4-4b7c-a1ec-5e61cca3c8a6

تم نسخ الرابط!
5 دقيقة و 59 ثانية قراءة