بدأت مدارس حكومية وخاصة في تنفيذ استراتيجيات تعليمية لتقليل نِسَب الغياب خلال الفترة المتبقية من الفصل الدراسي الثاني قبل الإجازة، وأرسلت تعاميم إلى المعلمين طالبتهم فيها بتنفيذ خطط تعليمية فردية، وخلق جو من البهجة في المدرسة، وتنفيذ حصص دراسية مرنة، لتجنب الملل وفقدان شغف الدراسة. وأكد تربويون أن بعض المدارس أشهرت «بطاقة صفراء» في وجه المعلمين المتكاسلين وذوي الطلبة المشجعين على الغياب، لمواجهة الظاهرة المتكررة سنوياً، وطالبوا بإقرار لائحة خاصة بالحضور والغياب تتضمن عقوبات تربوية وغرامات مالية.
اعتاد أغلب الطلبة على اعتبار أيام الدوام المدرسي بين العطل، وقبل الأعياد، ونهاية الفصول الدراسية، عطلة، ما يشجع الطلبة على «الغياب الجماعي»، إلى حد أصبحت معه عادة مستمرة، استسلمت لها بعض المدارس. وطالبت مدارس المعلمين، عبر تعاميم رسمية، بتنفيذ خطط تعليمية مبتكرة، لمواجهة الغياب الجماعي المتوقع للطلبة خلال الأسبوع السابق للإجازة، ومنع الغياب الفردي خلال الأسبوع الجاري، والعمل على تجنب الملل وفقدان الشغف وخلق جو من البهجة خلال الحصص، مشيرة إلى تنظيم لجان رصد ومراقبة لأداء المعلمين خلال هذه الفترة وفتح تحقيقات ضد المقصرين للوقوف على أسباب غياب الطلبة في صفوفهم.
كما وجّهت مدارس إنذارات بعدم الغياب إلى أولياء أمور الطلبة، أكدت فيها أهمية انتظام الطلبة في الحضور إلى المدرسة حتى آخر يوم في الفصل الدراسي الثاني، حيث يُعد التغيب عن المدرسة من دون عذر مقبول في أي وقت، بما فيه قبل وبعد الإجازات والعطل ونهاية الأسبوع وقبل الامتحانات، من مخالفات الدرجة الثانية (متوسطة الخطورة)، مشيرة إلى مراقبتها التزام الطلبة بالدوام المدرسي وعدد أيام غيابهم، ولن تتهاون في توقيع الجزاءات المنصوص عليها بحق المخالفين.
وأكد التربويون أن مدارس أشهرت «بطاقة صفراء» في وجه الطلبة وذويهم، في محاولة جادة منها لإيجاد حلول جذرية لهذه المشكلة الانضباطية ورفع الوعي، وتعزيز النظرة الإيجابية نحو المدرسة والدراسة، مشيرين إلى خطورة ترك ظاهرة الغياب الجماعي دون معالجة، حيث يترتب عليها خسارة كبيرة في التحصيل الطلابي وتأثر المخرجات التعليمية النهائية.
وأشار المعلمون إلى أن هناك مدارس تتكرر فيها هذه الخطط كل عام قبل نهاية الفصول الدراسية، وفي نهاية الأمر تبوء معظمها بالفشل، وتستسلم بعض المدارس في النهاية للأمر الواقع. وأجمع المعلمون على أهمية إعادة النظر في ظاهرة الغياب الجماعي، ووضع خطة ودراسة مستفيضة حول أسبابها وطرق معالجتها، إضافة إلى إقرار لائحة مدرسية خاصة بالحضور والغياب، تكون ملزمة لولي أمر الطالب بإحضاره خلال أيام الدوام الرسمية للمدرسة.
وتضمنت المقترحات العودة إلى نظام الفصلين الدراسيين لتقليل عدد شهور السنة الدراسية مع الحفاظ على عدد أيام التمدرس.
كما أشارت وزارة التربية والتعليم إلى أن التغيب عن المدرسة دون عذر مقبول يُعد من مخالفات الدرجة الثانية، وتخصم درجات في حال الغياب، مع تطبيق إجراءات تتعلق بالتنبيه والتعهدات. فيما أكدت دائرة التعليم والمعرفة في أبوظبي أنها تراقب التزام الطلبة بالدوام الدراسي، وتتعاون مع الجهات المعنية لضمان حصولهم على فرص التعليم المتكافئة.
من جانبه، ربط الطبيب النفسي ظاهرة الغياب المدرسي بعلاقة الطالب بالمدرسة وشعوره بالانتماء إليها، مشيراً إلى أن سوء العلاقة بين الطالب وزملائه أو مع المعلمين، والقلق والخوف من الامتحانات، تعد من الأسباب النفسية الهامة التي تدفع الطالب إلى الغياب، ويؤدي ذلك إلى أن الطالب المتغيب يصبح بمستوى أقل كفاءة.
عدد المصادر التي تم تحليلها: 1
المصدر الرئيسي : عمرو بيومي – أبوظبي
post-id: 3fa9d72a-91b5-46e0-9c98-e46e68399d8f