رصدت شرطة أبوظبي مؤخراً وقوع حوادث مرورية جسيمة على الطرق. وأظهرت تحقيقات وتحليلات هذه الحوادث أن السائقين المتسببين فيها كانوا مشغولين بتصفح مواقع ووسائل التواصل الاجتماعي وكتابة المراسلات، مما أفقدهم التركيز والانتباه لمفاجآت الطريق والمركبات الأخرى.
ونشرت شرطة أبوظبي مقاطع فيديو لحوادث حقيقية عبر حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، أظهرت عدم انتباه سائقين للمركبات المتوقفة على الطريق بسبب انشغالهم باستخدام الهاتف، مما أدى إلى تصادم مع المركبات الأخرى ووقوع إصابات وخسائر مادية متنوعة. وكشفت إحصاءات وزارة الداخلية على موقعها الإلكتروني أن إجمالي مخالفات الانشغال عن الطريق أثناء قيادة المركبة باستخدام الهاتف قد سجل العام الماضي 648 ألفاً و571 مخالفة.
توزعت المخالفات بين 466 ألفاً و29 مخالفة في أبوظبي، و87 ألفاً و321 في دبي، و84 ألفاً و512 في الشارقة، و8903 في عجمان، و1606 في رأس الخيمة، و30 في أم القيوين، و170 في الفجيرة.
أكد مدير إدارة تحصيل المخالفات المرورية في مديرية المرور والدوريات الأمنية في شرطة أبوظبي، العقيد الدكتور المهندس مسلم محمد الجنيبي، أن استخدام الهاتف أثناء القيادة يعد سبباً رئيسياً للحوادث المرورية الجسيمة، مشيراً إلى أن الانشغال بالهاتف لم يعد مقتصراً على الرد على المكالمات فقط، بل تعداها إلى التفاعل مع مواقع التواصل الاجتماعي وبرامج المراسلة، مما زاد من مخاطر تشتيت الانتباه.
وأوضح أن انشغال السائقين بالهاتف ليس مشكلة محلية فقط بل هي عالمية يعاني منها جميع دول العالم، وأصبحت مصدر قلق للجهات المعنية بالسلامة المرورية بسبب التطور الكبير في الهواتف الذكية وتنوع استخداماتها. وأكد أن انشغال السائق بالهاتف لفترة قصيرة يمكن أن يؤدي إلى حادث كبير. وشدد على أهمية ترك أي شيء قد يشغل انتباه السائق أثناء القيادة للحفاظ على سلامته وسلامة الآخرين.
وحث على التعاون لتحقيق أهداف منظومة السلامة المرورية، وأكد على ضرورة التزام السائقين بالقيادة الآمنة دون استخدام الهاتف وتأجيل الرد على المكالمات والرسائل إلى حين الوصول إلى الوجهات أو التوقف في أقرب موقف آمن لاستخدام الهاتف. كما زادت شرطة أبوظبي من جهود التوعية عبر منصات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، خلال أسبوع المرور الخليجي الذي اختتم مؤخراً، محذرة السائقين من مخاطر الانشغال بالهاتف.
نص قانون السير والمرور الاتحادي على أن قيمة «مخالفة الانشغال عن الطريق أثناء قيادة المركبة بأي صورة كانت» هي 800 درهم، بالإضافة إلى تسجيل أربع نقاط مرورية.
طورت قيادات الشرطة في الدولة أنواعاً مختلفة ومتطورة من الرادارات التي ترصد أخطر المخالفات المرورية بدقة، بما في ذلك الانشغال باستخدام الهاتف المتحرك، إذ تعد واحدة من أكثر أسباب الحوادث شيوعاً. ومن ذلك تطوير رادار بالذكاء الاصطناعي يراقب حركة اليد والإضاءة الصادرة من الهاتف لتقدير ما إذا كان السائق يستخدم الهاتف بالطريقة الصحيحة.
نظمت وزارة الداخلية ممثلة في مجلس المرور الاتحادي بالتعاون مع القيادات العامة للشرطة، فعاليات موسعة في أسبوع المرور الخليجي الموحد، تحت شعار «قيادة من دون هاتف»، لتأكيد ضرورة الالتزام بالقوانين المرورية واشتراطات السلامة والتركيز على أهمية عدم الانشغال بغير الطريق، خصوصاً استخدام الهاتف أثناء القيادة، لما يمثله من خطر على مستخدمي الطريق وما يسببه من حوادث وكوارث.
عدد المصادر التي تم تحليلها: 1
المصدر الرئيسي : أحمد عابد – أبوظبي
post-id: 2b357af7-597b-4c2d-b8ea-e01a497fbc6e