اعتبرت وسائل إعلام عالمية قرار محكمة العدل الدولية شطب الدعوى التي قدمتها القوات المسلحة السودانية ضد دولة الإمارات رفضا قاطعا لمحاولة القوات المسلحة السودانية صرف الانتباه عن مسؤوليتها. وأكد إعلاميون أنه كان من الأجدر أن تسعى القوات المسلحة السودانية إلى إنهاء هذه الحرب العبثية واستثمار الأصدقاء والأشقاء لدعم استقرار السودان.
وتفاعلت وسائل الإعلام العالمية مع خبر شطب محكمة العدل الدولية للدعوى التي قدمتها القوات المسلحة السودانية، وأبرزت في تغطيتها لقرار المحكمة تأثير الحرب الأهلية الدائرة في السودان على الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعاني منها الشعب السوداني، والتي وصفتها بأنها واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز تفاصيل قرار المحكمة، مشيرة إلى إعلان محكمة العدل الدولية عدم اختصاصها في النظر في الدعوى. من جهتها، قالت CNN “صوّت قضاة محكمة العدل على إنهاء ورفض القضية وأعلنت أنها لا تملك اختصاص اتخاذ أي تدابير تأديبية”.
ونقلت CNN تصريحات ريم كتيت، نائبة مساعد وزير الخارجية للشؤون السياسية، التي قالت فيها: “إن القرار تأكيد واضح وحاسم على أن هذه القضية لا أساس لها من الصحة”. كما أكدت أن قرار المحكمة بعدم اختصاصها يؤكد أنه ما كان ينبغي رفع هذه القضية، مشيرة إلى أن ذلك يمثل رفضًا قاطعًا لمحاولة القوات المسلحة السودانية استغلال المحكمة في حملة التضليل التي تشنها.
وتحدثت وكالة “اسوشيتد برس” عن الصراع الدموي الذي انزلق إليه السودان في منتصف أبريل 2023، مشيرة إلى الدعوى التي رفعها السودان ضد الإمارات وقررت المحكمة شطبها بعد أن “خلص القضاة إلى أن محكمة العدل الدولية تفتقر إلى السلطة لمواصلة الإجراءات”.
وفي السياق ذاته، أبرزت صحيفة “الجارديان” إعلان محكمة العدل الدولية إنهاء القضية وشطبها نهائياً من سجلات المحكمة. وأشارت إلى بيان الخارجية الإماراتية الذي شدد على أن الأدلة الموثقة تثبت أن الإمارات غير مسؤولة عن النزاع في السودان، على عكس الفظائع الموثقة التي ارتكبتها الفصائل السودانية المتحاربة.
وقد أوضحت الجارديان أن الصراع الذي لا يزال مستمراً منذ أبريل 2023 تسبب في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، رغم جهود السلام الدولية.
بدورها، ركزت قناة “روسيا اليوم” على الترحيب الإماراتي بقرار محكمة العدل الدولية في لاهاي القاضي بشطب الدعوى المقدمة من القوات المسلحة السودانية ضدها استنادا إلى الغياب الواضح للاختصاص القضائي. وسلطت “روسيا اليوم” الضوء على دعوة دولة الإمارات للقوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع لإنهاء الحرب دون شروط مسبقة، والالتزام بالمفاوضات، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية لمحتاجيها دون أي عوائق. وأشارت إلى أنه يجب أن يتحرك المجتمع الدولي بشكل حازم لتسهيل الانتقال إلى عملية سياسية بقيادة مدنية مستقلة عن سيطرة الجيش، ومحاسبة المسؤولين عن ارتكاب الفظائع الإنسانية.
من جهة أخرى، أكدت صحيفة العرب أن رفض محكمة العدل الدولية للدعوى يعتبر بمثابة نصر سياسي للإمارات في وجه القوات المسلحة السودانية التي تسعى لحرف الأنظار عن مسؤوليتها في بدء الحرب واستمرارها وتعطيل الوصول إلى اتفاق، بالرغم من تعدد المبادرات الإقليمية والدولية.
ونقلت العرب عن مراقبين أن شكوى قيادة المؤسسة العسكرية في السودان ضد الإمارات يعد هروبا إلى الأمام لشراء الوقت وتجنب المسؤولية حيال فشلها في تحقيق الاستقرار في السودان بعد انقلاب الجيش على مسار الديمقراطية والحكم المدني والذي تسبب في نشوب صراع أهلي منذ ابريل من العام 2023.
وأكد عدد من الإعلاميين والمتابعين أن فريق البرهان أظهر جهلاً بالأنظمة الدبلوماسية والقانونية، حيث قدم ملفاً ضعيفاً يفتقر للمصداقية، في ترجمة واضحة لرغبتهم في تشتيت الانتباه وصرف الأنظار عن فشلهم. كما أشاروا إلى أن هذا الفريق لا يمثل السودان ولا الشعب السوداني الذي يعاني ويلات الحرب، بينما سعت هذه الزمرة إلى تحقيق مكاسب سياسية على حساب الشعب السوداني.
وأكدوا أنه كان من الأجدر أن تسعى القوات المسلحة السودانية إلى إنهاء هذه الحرب العبثية واستثمار الأصدقاء والأشقاء لدعم استقرار السودان، مؤكدين في الوقت نفسه على أن جهود دولة الإمارات الدبلوماسية والإنسانية شاهدة على دورها الفاعل في مساندة الشعب السوداني.
عدد المصادر التي تم تحليلها: 7
المصدر الرئيسي : عواصم – وام
post-id: 7b0a714f-308b-4928-9256-ef327b4ef678