بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، شهد الغرب ازدهاراً ملحوظاً مصحوباً بفترات طويلة من السلام. ومع انهيار جدار برلين في 1989 وتفكك النظام الشيوعي، تعزز هذا السلام في ظل عالم يعاني التخلف والفقر والحروب لعقود. يستعرض تييري دو مونبريال، الأكاديمي الفرنسي ومؤسس معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية، في كتابه “عصر المواجهات، المنعرجات الجيوسياسية الكبرى”، الصادر عام 2025، التحديات الجيوسياسية التي أفرزتها الصراعات العالمية، كحرب العراق وحرب أوكرانيا.
يفتتح الكاتب بتأكيد أن نظرة الأوروبيين المثالية حالت دون فهمهم للواقع المعقد، حيث اعتقدوا أن السلام الدائم قابل للتحقيق وأنهم بعيدون عن التأثيرات العالمية. يستعرض الكتاب تأثير انهيار الاتحاد السوفياتي، مشيراً إلى أنه كان بمثابة فراغ عالمي كبير، مما أدى إلى تداعيات كبرى مثل “حرب بلا حدود” على الإرهاب.
في سياق أزمة العراق، يشير مونبريال إلى أن التدخل العسكري الأمريكي قد أدى إلى فوضى عارمة في الشرق الأوسط، بينما يتناول النزاع الأوكراني كدليل على استمرار المثالية الغربية وآثارها الملموسة. كذلك، يعتبر صعود الصين كقوة اقتصادية بانياً لجغرافيا جديدة تعيد تشكيل العلاقات الدولية، مؤكداً نهاية فكرة العالم الثالث وظهور “الجنوب العالمي”.
يخلص مونبريال إلى أن التعقيد الراهن في العلاقات الدولية قد يقود إلى حرب باردة ثانية، حيث تظل الصراعات والتداخلات بين الدول قائمة، مما يستوجب إعادة النظر في السياسات الغربية وأفكارها التقليدية حيال الشراكات الدولية.
عدد المصادر التي تم تحليلها: 1
المصدر الرئيسي : مبارك حسني

post-id: fa3ee278-a776-476f-871b-5c961ed9f156