تواصل المملكة دورها الإقليمي والعالمي في إحلال السلام، وهذه المرة على الساحة الهندية الباكستانية التي شهدت تصعيدًا عنيفًا في أيام معدودة، ما استدعى تدخلاً عاجل من السعودية لتدارك الأمور. ومنذ اندلاع التصعيد غير المسبوق بين جمهوريتي باكستان والهند، لعبت المملكة دورًا أساسيًا لاحتواء الموقف العسكري بين البلدين وضمان عدم خروجه عن السيطرة. وأسهمت الاتصالات ومساعي المملكة في نزع فتيل الأزمة وخفض التصعيد بين الجانبين خلال وقت قياسي جدًا، انطلاقًا من ثقة الأطراف المتنازعة بمكانة المملكة ودورها المحوري في ترسيخ الأمن والاستقرار.
دفعت الاتصالات التي بدأها وزير الخارجية، منذ وقت مبكر، دورًا أساسيًا للطرفين للتحلي بأعلى درجات ضبط النفس. التدخل السعودي لاحتواء الأزمة كان استثنائيًا، إذ تعد الدولة الوحيدة التي دفعت بمبعوث خاص لزيارة البلدين والالتقاء بالقيادتين السياسيتين من أجل تغليب صوت الحكمة وإسكات أصوات البنادق، وهو ما تكلل في إعلان البلدين إنهاء التصعيد العسكري والالتزام بالتهدئة.
وجاء ذلك جليًا في إظهار كل من إسلام آباد ونيودلهي عن تقديرهما للدور المحوري والأساسي الذي لعبته المملكة في جهود خفض التصعيد بين الجانبين، وهو ما يؤكد محورية الدور السعودي الحاسم في نزع فتيل الأزمة وتجنيب العالم خطر نشوب حرب عسكرية بين الجارتين النوويتين.
في أواخر أبريل 2025، أجرى وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان، اتصالين هاتفيين مع نظيريه في الهند وباكستان لتهدئة التوترات المتصاعدة، مع التركيز على منع التصعيد العسكري. أكّد مصدر سعودي لوكالة فرانس برس أن المملكة تسعى لضمان عدم خروج الوضع عن السيطرة، نظرًا لعلاقاتها الحليفة مع كلا البلدين.
وفي الفترة بين 7 و9 مايو 2025، زار وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي، عادل الجبير، كلاً من الهند وباكستان بناءً على توجيهات القيادة السعودية. هدفت الزيارة إلى تعزيز الحوار الدبلوماسي وتشجيع حل الخلافات عبر القنوات السياسية، مع التركيز على إنهاء المواجهات العسكرية. ساهمت الجهود السعودية، إلى جانب الوساطة الأمريكية، في التوصل إلى وقف إطلاق النار في 10 مايو 2025، والذي بدأ الساعة 5 مساءً بتوقيت الهند.
ورحبت المملكة بإعلان وقف إطلاق النار، وأشاد نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الباكستاني، إسحاق دار، خلال مكالمة مع عادل الجبير، بالدور السعودي الإيجابي في تعزيز السلام والأمن في جنوب آسيا. وأشاد رئيس الوزراء الباكستاني، محمد شهباز شريف، بالمملكة ودورها في تهدئة التوترات، خاصة بعد التصعيد الذي بدأ عقب هجوم في باهالغام بكشمير في أبريل 2025، والذي أدى إلى مقتل 26 شخصًا.
عدد المصادر التي تم تحليلها: 2
المصدر الرئيسي : اليوم – الدمام
post-id: 2bea4674-98e4-414a-9f32-0ae56721b2ef