السعودية

مختصون لـ”اليوم”: نقص الكوادر و”الإرهاق العاطفي” أبرز تحديات التمريض

%d9%85%d8%ae%d8%aa%d8%b5%d9%88%d9%86 %d9%84%d9%80%d8%a7%d9%84%d9%8a%d9%88%d9%85 %d9%86%d9%82%d8%b5 %d8%a7%d9%84%d9%83%d9%88%d8%a7%d8%af%d8%b1 %d9%88%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%b1%d9%87%d8%a7%d9%82

أكد مختصون في التمريض أن الكادر التمريضي في المملكة يواجه تحديات متراكمة، أبرزها النقص في الكفاءات الوطنية، والاعتماد على التمريض الوافد، وضغوط العمل المرتفعة، خاصة في الأقسام الحرجة مثل الطوارئ والعناية المركزة، إلى جانب غياب بيئة العمل المحفزة والداعمة نفسيًا ومهنيًا. وأوضحوا في حديثهم بمناسبة اليوم العالمي للتمريض أن من أبرز مطالبهم تحسين بيئة العمل، ورفع الحوافز المالية والمعنوية، وتفعيل برامج الدعم النفسي، مع التأكيد على ضرورة إتاحة فرص التطور المهني، وتمكين الكوادر التمريضية من الأدوار القيادية، إلى جانب التوعية المجتمعية بدور الممرضين والممرضات، وتحسين الصورة الذهنية للمهنة بما يعكس أهميتها في النظام الصحي الوطني.

في البداية أكدت د. نسرين محمد الغامدي، أستاذ مساعد في كلية التمريض بجامعة الملك عبد العزيز، أن يوم التمريض العالمي يُعد مناسبة نفخر فيها جميعًا بما وصل إليه التمريض السعودي من مكانة رفيعة، مشيرة إلى أن هناك أمثلة حية لممرضين وممرضات سعوديين يعملون بكل إخلاص وتفانٍ في ردهات المستشفيات المزدحمة، ومقاعد الكليات المعتمدة، وفي المجمعات والقنوات المختلفة، يمارسون ما أقسموا عليه منذ التحاقهم بالمهنة. وأضافت الغامدي بأن هذا اليوم يعد فرصة لشكر الممرضين والممرضات على جهودهم المستمرة، فهم يتواجدون بأرواحهم قبل إمكانياتهم ومهاراتهم، لتقديم الرعاية الصحية اللازمة، وتوعية المجتمع بكل ما يسهم في رفع معدلات الصحة العامة في وطننا.

وأشارت الغامدي إلى أن دور الممرض لا يقتصر على تقديم الخدمة الصحية، بل يمتد إلى ممارسة أحد المفاهيم الأساسية في علم التمريض، وهو “الرعاية الوقائية”، حيث يساهم الممرض في الوقاية من الأمراض، والتشجيع على اتباع نمط حياتي صحي. وأضافت أن الممرض يقدم أيضا النصائح، ويصحح المفاهيم الصحية، ويسلط الضوء على مواضيع معاصرة، ويرفع الوعي تجاه قضايا أخرى، ليكون دوره التوعوي والتثقيفي حاضرًا منذ التحاقه بصفوف التخصص.

وأشارت الغامدي إلى أن الممرضين يحملون على عاتقهم مسؤولية كبيرة تجاه مرضاهم والمجتمع بأسره، الأمر الذي يعرضهم أحيانًا لما يعرف بـ “الإرهاق العاطفي”، وهي ظاهرة حقيقية يعاني منها العديد من الممرضين نتيجة التعرض المطول لرعاية الآخرين في أضعف حالاتهم، دون وجود الدعم الكافي لهم كممارسين صحيين. وبينت أن من نتائج هذه الظاهرة انخفاض جودة الرعاية الصحية، وارتفاع نسبة الدوران الوظيفي في القطاع التمريضي، بل وقد تصل في بعض الأحيان إلى ترك المهنة بشكل نهائي.

ودعت الغامدي الممرضين إلى ضرورة ممارسة الرعاية الذاتية بشكل سليم، للتقليل من آثار الإرهاق العاطفي، والحفاظ على صحتهم النفسية والجسدية. وأكدت أهمية دور قادة المهنة في مختلف المنشآت الصحية، في تعزيز ثقافة الرعاية الذاتية والوقاية من الإرهاق العاطفي، من خلال الدعم المستمر وتهيئة بيئة عمل صحية ومحفزة تساعد الممرضين على تقديم أفضل ما لديهم.

من جهتها أكدت المختصة في التمريض رائدة السبع، أن مهنة التمريض ليست مجرد وظيفة، بل رسالة إنسانية متجذّرة في وجدان الممارسين لها، لما تحمله من أثر عميق في حياة المرضى والمجتمع، مشيرة إلى أن التمريض يمثل القلب النابض للرعاية الصحية في المملكة، وعنوانًا للرحمة والالتزام. وأشارت إلى أن الكوادر التمريضية تواصل أداءها بكفاءة عالية رغم التحديات المستمرة، من ضغط العمل إلى نقص الكفاءات الوطنية، مؤكدة أن المهنية العالية والتفاني في العطاء سمات راسخة في الممرضين.

ودعت إلى تحسين بيئة العمل من خلال توفير بيئة مرنة وآمنة، وتعزيز التحفيز المهني العادل، وتمكين الكوادر التمريضية من الأدوار القيادية، بالإضافة إلى توسيع فرص الابتعاث والتخصص. كما شددت على أهمية تقديم الدعم النفسي للكوادر التمريضية، وإطلاق حملات توعوية تبرز دورهم الحيوي.

وقال المدير التنفيذي المشارك للخدمات السريرية للتمريض بمدينة الملك سعود الطبية عبدالمحسن الزهراني إن مهنة التمريض في المملكة تواجه تحديات متعددة، يأتي في مقدمتها النقص في الكوادر الوطنية المؤهلة، والاعتماد الكبير على التمريض الوافد، وهو ما يشكل فجوة تؤثر على استدامة وتوطين الكادر التمريضي في القطاعات الصحية. وأضاف أن هناك ضغطًا كبيرًا يعانيه الممارسون، خصوصًا في أقسام الطوارئ والعناية المركزة، حيث يتطلب العمل فيها أداءً عاليًا وجهدًا متواصلًا، مما يفاقم الإرهاق النفسي والبدني لديهم.

وأوضح الزهراني أن تطوير بيئة العمل التمريضية يجب أن يبدأ بتحسين الظروف الميدانية، وتهيئة بيئة آمنة مهنياً ونفسياً، تُمكّن الممرض من أداء مهامه بكفاءة واستقرار، مشيرًا إلى ضرورة توفير برامج تدريب وتأهيل مستمر تواكب المستجدات العالمية. وأكد ضرورة تعزيز الحوافز المالية والمعنوية.

وأشار إلى أن الممرضين يحتاجون إلى حزمة من وسائل الدعم، تبدأ من الدعم النفسي والمهني، وتمر بتوفير أدوات العمل، وتنتهي بالدعم الإداري في حل المشكلات اليومية. ولفت إلى أن شعور التقدير والتحفيز المعنوي يمثل أحد العوامل الجوهرية في تعزيز الاستقرار الوظيفي.

وأكد الزهراني أن التوعية المجتمعية بدور التمريض تشكل ركيزة أساسية في تعزيز مكانة هذه المهنة، قائلًا إن المجتمع إذا أدرك الدور الحيوي للتمريض، فإن الثقة تتعزز والاحترام يكبر. وأضاف أن زيادة الوعي المجتمعي بدور التمريض تسهم أيضًا في بناء شراكة فعالة بين مقدم الخدمة الصحية والمستفيد منها.

ودعا الزهراني إلى أن يكون اليوم العالمي للتمريض محطة للتأمل والامتنان، وفرصة لصياغة قرارات فعلية تعالج التحديات القائمة. وأكد أن “الشكر وحده لا يكفي”، بل يجب أن تُترجم هذه المناسبة إلى تكريم عملي للكادر التمريضي.

من جانبها أكدت آلاء عبدالرحمن العنزي، طالبة التمريض في جامعة الجوف، أن التمريض ليس مجرد مهنة، بل نداء إنساني عظيم يستحق كل تقدير. وأوضحت أن الكادر التمريضي في المملكة يواجه تحديات متعددة، أبرزها ضغط العمل، وقلة الكوادر، مما يؤثر سلبًا على جودة الرعاية. وشددت على أهمية إعادة تشكيل بيئة العمل لتكون جاذبة ومحفزة.

كما دعت إلى تعزيز الاحترام المجتمعي للممرضين والممرضات، وضمان حقوقهم، وتوفير الموارد الكافية.



عدد المصادر التي تم تحليلها: 1
المصدر الرئيسي : عبدالعزيز العمري – جدة
post-id: f1756331-444a-43f2-9ce4-68368c56fe89

تم نسخ الرابط!
4 دقيقة و 15 ثانية قراءة