أكدت الباحثة في علوم الفلك والفضاء، أضواء الغامدي، أن التوجه نحو استخدام الطاقة الشمسية المجمعة في الفضاء يمثل أحد الحلول الواعدة لمواجهة التحديات البيئية المتزايدة وتلبية الطلب العالمي المتزايد على مصادر الطاقة. أوضحت الغامدي أن الفضاء الخارجي يوفر بيئة مثالية لجمع أشعة الشمس بشكل مستمر وفعال، دون أن يتأثر بالعوامل الجوية أو بتعاقب الليل والنهار، مما يجعله مصدرًا طاقويًا مستدامًا قادرًا على تلبية احتياجات كبيرة من الطاقة.
وفيما يتعلق بآلية عمل هذه التقنية، بينت الغامدي أن المفهوم يعتمد على تثبيت ألواح شمسية ضخمة في مدارات حول كوكب الأرض. تقوم هذه الألواح بتحويل أشعة الشمس الملتقطة إلى موجات كهرومغناطيسية، ليتم إرسالها بدقة عالية إلى محطات استقبال أرضية مخصصة، حيث تخضع لعملية تحويل لتصبح طاقة كهربائية جاهزة لتغذية الشبكات المحلية.
واعترفت الباحثة بأن هذا النظام يواجه تحديات تقنية واقتصادية، من أبرزها التكلفة العالية المرتبطة بتصنيع وإطلاق وتشغيل هذه الأنظمة، بالإضافة إلى التعقيد المصاحب لعملية نقل الطاقة عبر مسافات شاسعة بكفاءة. وأشارت الغامدي إلى أن المملكة، في ظل رؤيتها الاستراتيجية، تمتلك فرصة لتكون من الدول السباقة في هذا المجال.
وأضافت أن استثمارات المملكة في مجالات الطاقة المتجددة وسعيها نحو استكشاف مجال الطاقة الشمسية من الفضاء، يتماشى مع طموحاتها في تقليل الانبعاثات الضارة وتعزيز الابتكار في البلاد. وتابعت أن الاستثمار في هذا القطاع لا يقتصر على تأمين مصدر طاقة موثوق، بل يسهم في خلق ريادة علمية وتقنية وطنية، ويعزز من مكانة المملكة على الساحة الدولية في قطاع الطاقة النظيفة.
وأكدت أنه رغم التحديات، فإن الطريق نحو استغلال الطاقة من الفضاء قد يحمل مفتاح تحقيق مستقبل مستدام، وهو أمر يتطلب جرأة في اتخاذ القرارات الاستثمارية وبعد نظر استراتيجي في رسم السياسات البحثية والتقنية الداعمة لهذا التوجه.
عدد المصادر التي تم تحليلها: 4
المصدر الرئيسي : حذيفة القرشي – جدة
post-id: 3a60821c-6a5a-43e4-a164-b4a7cef3b6dc