“فتيات الكروشيه”.. حياكة الغياب بخيوط السرد

“فتيات الكروشيه”.. حياكة الغياب بخيوط السرد

تستعرض الكاتبة المصرية جيلان الشمسي في مجموعتها القصصية “فتيات الكروشيه”، الصادرة عن دار “الشروق”، شخصيات غير تقليدية تتنقل بين دوائر الفقد والحنين والبحث عن الهوية. تفاجئنا بعض النصوص بعودة الأرواح من الموت أو تقمص شخصيات تاريخية، مما يثير تساؤلات عميقة حول الزمن والتحول.

تتميز مجموعتها بالقدرة على دمج اللامعقول بالواقع، حيث يمكن للقارئ أن يرى ماري أنطوانيت من نافذة قصر أو يستمتع بجو فندق ينقله إلى ماضٍ غامض. تتداخل السريالية مع التفاصيل اليومية، مما يخلق توازنًا معقدًا بين الغرابة والجمال.

تؤكد الشمسي على قوة التفاصيل الصغيرة في بناء معاني عميقة؛ فقصصها محاطة بأجواء من الوحدة والملل، حيث تفتح أمام القارئ آفاقاً متعددة من التأويل، مشجعة على إعادة التفكير في النصوص.

في إحدى القصص، تقدم الشمسي مشهد أم تجلس يوميًا في قسم الشرطة بحثًا عن ابنها، الذي اختفى في حافلة مدرسية. الوقت يمضي والآخرون يتركون الأمل، لكنها تواصل رحلتها، وتلتقي بسيدة تصر على أن الحافلة “صعدت إلى السماء”، مما يبرز حدود العقل أمام الفوضى والغموض.

جيلان الشمسي، خريجة الهندسة والفلسفة، تميزت بتجارب متعددة في الكتابة، ولها رواية “الطائفة” ومجموعتان قصصيتان، من بينها “كأن تنقصه الحكاية”، التي حازت على جائزة ساويرس الأدبية.