تحويل بيت الشاعر بدر شاكر السياب إلى متحف ثقافي يمثل جهدًا أخيرًا للحفاظ على إرثه الأدبي. يقع هذا البيت التراثي في قرية “بقيع”، إحدى قرى جيكور في البصرة، حيث وُلد السياب عام 1926. بُني البيت في القرن التاسع عشر، وكان يحيط به بساتين من النخيل، وقد لعب دورًا مهمًا في تشكيل وجدان السياب وشعره.
تاريخًا، عاش في هذا البيت السياب فترات من طفولته وشبابه، وشهدت جدرانه أحداثًا مؤلمة مثل وفاة والدته، التي تركت أثرًا في العديد من قصائده. لكن مع مرور الزمن، فقد البيت الكثير من خصائصه، وتحول إلى مخازن ومرافق أخرى بعد مغادرة العائلة تدريجياً.
ورغم محاولات عديدة لترميم البيت وتحويله إلى متحف، إلا أن الكثير منها باء بالفشل بسبب الحروب والإهمال. في السنوات الأخيرة، أدت تقلبات الأوضاع إلى تدني حالة المبنى، مما حدا بالنشطاء الثقافيين إلى المطالبة بإنقاذه.
أخيرا، في مايو 2025، أُعلن عن بدء مشروع إعادة إعمار البيت وتحويله إلى متحف ثقافي، بالتعاون بين عدة جهات، منها منظمة اليونسكو. يهدف المشروع إلى الحفاظ على الطابع المعماري الأصلي للبيت، مع ضمان عرض مقتنيات السياب. تجسد هذه المبادرة الأمل في استعادة مكانة السياب كرمز ثقافي وشعري في العراق والعالم العربي.
عدد المصادر التي تم تحليلها: 3
المصدر الرئيسي : علي صلاح بلداوي 
post-id: cdead92a-3d26-400f-b37a-d8319578e6f4
