مجدداً يعود المخرج الإيراني سعيد روستائي بفيلمه الجديد “امرأة وطفل” إلى مهرجان كان السينمائي في دورته الـ78، حيث ينافس بقوة على نيل إحدى جوائز المهرجان.
وأعرب روستائي عن حرصه في طريقة تصوير فيلمه، إذ لم تظهر فيه النساء بدون الحجاب الإلزامي. لكنه يشكو من عدم تأكده من كيفية استقبال الفيلم عند عودته إلى بلاده، حيث تعرض في السابق للسجن لمدة تسعة أيام بعد حضور فيلمه “إخوة ليلى” إلى مهرجان كان بدون تصريح من الحكومة الإيرانية.
وأوضح المخرج الإيراني أن السلطات أخذت جواز سفره من قبل، معرباً عن أمله في ألا يتكرر ذلك هذه المرة. وقال: “أتمنى ألا يفعلوا ذلك. أريد فقط العودة إلى المنزل”. وذكر أيضًا أن مواجهة حكم يفرض عبئاً ثقيلاً ليس فقط على الفرد، بل على جميع الأصدقاء والعائلة، مما يزيد من الألم عندما يرى والديه الطاعنين في السن يتأثران بذلك.
يتناول فيلم “امرأة وطفل” قصة الأم العزباء “مهناز”، التي يؤدي دورها “باريناز إيزدايار”، وتدخل في سلسلة من الأحداث جراء قرارها بالزواج من صديقها “حميد”. يأخذ الفيلم المشاهدين في رحلة عبر لحظات الألم والانكسار، دون شعارات تروج لتحقيقات مثالية. وقد حظي الفيلم بتصفيق حار دام لعشر دقائق بعد عرضه في المسابقة الرسمية للمهرجان.
يتميز روستائي بأسلوبه في معالجة القضايا الاجتماعية الحساسة، حيث تعبّر الكاميرا عن المشكلات وتترك القضايا الكبرى للمتفرج. يستخدم لقطات قريبة ويمزج بين الحركة والصمت، مما يجعل المشاهد يشعر وكأنه جزء من القصة.
وفي مشهد الختام، تتكرر عبارة “امرأة وطفل” ثلاث مرات، مما يضيف عمقاً عاطفياً للمشهد، حيث يظهر “حميد” في حالة من خيبة الأمل، مما يترك المشاهد أمام تجربة حزينة.
حصل روستائي على تصريح لتصوير فيلمه الجديد، مشيراً إلى أن هذا الحصول هو ما جعله قادراً على إنتاج الفيلم. وأكد روستائي أنه بغض النظر عن القيود المفروضة عليه، فإنه يسعى لعرض أفلامه على الشاشة الكبيرة لجمهور واسع.
يُعتبر مهرجان كان السينمائي واحداً من أبرز الأحداث السينمائية في العالم، حيث يتنافس فيه عدة أفلام إيرانية، بما في ذلك “حادث بسيط” لجعفر بناهي. كما تُشارك المخرجة الإيرانية سبيده فارسي بفيلم وثائقي عن فتاة فلسطينية تُوفيت مؤخرًا، مما يبرز الظروف الصعبة التي تواجهها الشخصيات في هذه الأفلام.
عدد المصادر التي تم تحليلها: 3
المصدر الرئيسي : كان
post-id: 6f7642e1-794b-4b84-b261-07559082a2f9