غزة: أهناك حياة قبل الموت
تُبرز “غزة” ملامح الحياة من تحت وطأة الإبادة والموت المستمر، حيث يعبر شعراؤها عن شجاعتهم في مواجهة الاحتلال عبر قصائد تُنشر في “الأنطولوجيا الشعرية” بعنوان “غزة، أهناك حياة قبل الموت”، التي أعدها الشاعران المغربيان عبد اللطيف اللعبي وياسين عدنان. هذه الأنطولوجيا تقتبس عنوانها من قصيدة للشاعر مريد البرغوثي، الذي يستفسر عن إمكانية الحياة قبل الموت.
يشارك في الأنطولوجيا 26 شاعراً من غزة، الكثير منهم فقدوا حياتهم خلال الحروب. يشكل غزارة المشاركين تجسيدًا لمكانة الشعر العميقة في وعي الفلسطينيين والمقاومة ضد الإبادة. فكما يقول محمود درويش: “المقاومة ليست فقط بالسلاح”.
تتناول قصائد هذا العمل الإنساني مشاهد مؤلمة تحكي معاناة استثنائية، حيث تعبر الشاعرة نعمة حسن عن صورة الأم التي تصنع الخبز من عينيها، بينما تُشدد رنا شمّوط على صعوبة الحياة وسط الموت. جميع الشعراء يعكسون، بلغة رمزية، تجاربهم الفريدة تحت نيران القصف.
وفي سياق الأحداث العالمية، هذا النوع من الشعر ليس فريدًا من نوعه. فقد سبقته تجارب مماثلة في الحروب العالمية، حيث ظلت الكلمة سلاحاً موازياً لكل الآلات العسكرية.
بينما يواجه الشعراء مخاطر حقيقية، يظل الشعر أداة للحياة والذاكرة، كما تعبر الكلمات هنا عن قدرة الكلمات على توثيق لحظات الوجود في أقسى الظروف. يُظهر الشاعر حسام معروف أن الشعر يتجاوز العبثية، ويعمل كوسيلة للبقاء في عالم يتلاشى فيه الأمل.
عدد المصادر التي تم تحليلها: 0
المصدر الرئيسي : علي عباس
post-id: f5473723-7fdc-4367-bfc2-62559a8572e8