إقتصاد

زوكربيرغ أصبح محباً لحركة “لنعد لأمريكا عظمتها”.. فهل تبادله الحب؟

%d8%b2%d9%88%d9%83%d8%b1%d8%a8%d9%8a%d8%b1%d8%ba %d8%a3%d8%b5%d8%a8%d8%ad %d9%85%d8%ad%d8%a8%d8%a7%d9%8b %d9%84%d8%ad%d8%b1%d9%83%d8%a9 %d9%84%d9%86%d8%b9%d8%af %d9%84%d8%a3%d9%85%d8%b1%d9%8a%d9%83

زوكربيرغ أصبح محباً لحركة “لنعد لأمريكا عظمتها”.. فهل تبادله الحب؟

استقلّ مارك زوكربيرغ طائرته الخاصة من طراز “غلف ستريم G650” في مطلع فبراير متجهاً إلى واشنطن في رحلة متكررة. إذ استعاد رئيس شركة “ميتا بلاتفورمز” التنفيذي بعد سنوات جفاء، امتيازاً ثميناً: علاقة مباشرة بالرئيس.

عقد زوكربيرغ سلسلة لقاءات مع ترمب بعد فوزه بالانتخابات الرئاسية في نوفمبر، تضمنت زيارات متكررة إلى منتجع “مارالاغو” في فلوريدا، كما حضر أداء ترمب اليمين الدستورية في يناير تحت قبة الكابيتول برفقة كبار قادة قطاع التقنية. كما تبرعت “ميتا” بمليون دولار لحفل التنصيب، ثم شارك زوكربيرغ في استضافة حفل تكريماً لترمب.

في مؤشر على نيته ترسيخ حضوره في العاصمة، اشترى في مارس قصراً بقيمة 23 مليون دولار، قريباً من مقر إقامة نائب الرئيس جيه دي فانس.

علاقة متوترة مع بايدن

خلال الزيارة، اكتفى زوكربيرغ بحديث مقتضب مع ترمب، بينما انصب تركيزه على لقاء فانس، الذي كان يتوجه إلى قمة للذكاء الاصطناعي في باريس، وأراد روح للوصول إلى الأوروبيين بأن “ميتا” تلقى معاملة غير عادلة من الهيئات الناظمة في القارة.

بعد خمسة أيام على اللقاء، اعتلى فانس المنصة في باريس وألقى خطاباً تحذيرياً بشأن المبالغة في تقييد قطاع الذكاء الاصطناعي، في تخلٍ عن النهج المتحفظ لإدارة بايدن.

أظهر خطاب فانس تنامي نفوذ زوكربيرغ في واشنطن، في الوقت الذي كان ازدراء بايدن لـ”ميتا” واضحاً، إذ حمّل الشركة مسؤولية تحديات عديدة مثل انتشار نظريات المؤامرة وتفاقم الانقسام السياسي واستغلال الأطفال. ورغم دعوات بايدن لإلغاء المادة 230 من “قانون آداب الاتصالات”، واصلت الإدارة تبني نهج صارم في مكافحة الاحتكار ضد “ميتا”.

وعلى عكس ترمب وأوباما، لم يلتق بايدن بمارك زوكربيرغ. وقد ورد لمسامع شخصيات من داخل “ميتا” أن بايدن استخدم ألقاباً مهينة عند الإشارة إلى زوكربيرغ.

المصلحة في المقام الأول

بدأ زوكربيرغ بالتلميح إلى انحيازه لترمب قبل الانتخابات، حيث وصف ردّ فعله حيال محاولة اغتياله بـ”الصلب”، ثم اتصل به عدة مرات خلال الصيف، وهاجم بايدن برسالة إلى الكونغرس.

ومع صدور نتائج الانتخابات، انحاز زوكربيرغ تجاه معسكر ترمب، فعين دانا وايت في مجلس الإدارة، وقلص مبادرات التنوع داخل “ميتا”. كما خففت “ميتا” سياساتها بشأن خطاب الكراهية وأغلقت وحدة الحقوق المدنية.

كان هذا التحول مفاجئاً لكثيرين. بينما امتنع زوكربيرغ عن الإدلاء بتصريحات، أظهرت شهادات من موظفين رسميين أنه غير متحرك بقناعات أيديولوجية، بل بمصالح مدروسة.

تأثير محدود

مع ذلك، بقيت المساعي في الدوائر السياسية مشوبة بالشكوك. إذ ما يزال ترمب يحاول الحفاظ على “تيك توك” في الولايات المتحدة، ولم يدعم المادة 230 بعد. بينما أثارت سياساته الجمركية مخاوف من ركود اقتصادي، وحذرت “ميتا” من تكاليف مرتفعة.

كذلك، برزت حدود نفوذ زوكربيرغ في مواضيع الاحتكار. فمحاولاته لإقناع ترمب بالتوصل إلى تسوية لم تُثمر كما كان متوقعاً، مما عرض الشركة لتفاصيل محاكمة مثيرة للإحراج.

إذا ربحت لجنة التجارة الفيدرالية القضية، فقد تضطر “ميتا” لفصل “إنستغرام” و”واتساب”، مما قد يهدد قيمتها المقدرة بـ1.6 تريليون دولار.

أما بالنسبة لموقف زوكربيرغ، فقد لن تؤدي التغييرات التي أجرته إلى مكاسب ملحوظة. فقد استمر ترمب في انتقاد زوكربيرغ، لأسباب عديدة تشمل التحامل المزعوم على المجتمعات المحافظة. وفي الوقت نفسه، أثيرت شكوك بشأن ولاء زوكربيرغ في معسكر “لنعد لأميركا عظمتها”.

تراجع المعنويات داخل “ميتا”

المؤشرات كما تبرز تراجع معنويات العاملين في “ميتا”، حيث بدأ بعضهم إجراء “فحوصات للسلامة النفسية”، وعقد نوادي قراءة سرية تتناول قضايا داخلية موجعة. وأحياناً شكلت إدارة “ميتا” دعوات للتقيد بالتقارير المنقولة عن الاستقصاءات الداخلية. تلك التطورات تشير إلى وجود صراعات داخلية ملحوظة.

في جلسات التخطيط السنوية، واجه زوكربيرغ استفسارات من تنفيذيين غير راضين عن القرارات الجديدة. وكانت من بين الأسئلة ما يتعلق بتراجعه عن التوجهات السابقة تعزيزا للمبادرات الاجتماعية.

ختاماً، تبقى العواقب طويلة الأمد لتوجه زوكربيرغ نحو السياسات اليمينية غير واضحة. فمع تزايد الانتقادات من الأوساط التقدمية، يبدو أن سعيه للبقاء محايداً قد أصبح قرارًا صعبًا، مع إمكانية خسارته الولاءات من كلا الجانبين.


عدد المصادر التي تم تحليلها: 9
المصدر الرئيسي : الاقتصادية CNN Logo
post-id: 8a3ea978-c7ff-44df-826b-b9a7689115da

3 دقيقة و 3 ثانية