25h Culture Category

بين جوركي وتشيخوف.. رسائل تنبض بالحياة والقلق والكتابة

%d8%a8%d9%8a%d9%86 %d8%ac%d9%88%d8%b1%d9%83%d9%8a %d9%88%d8%aa%d8%b4%d9%8a%d8%ae%d9%88%d9%81 %d8%b1%d8%b3%d8%a7%d8%a6%d9%84 %d8%aa%d9%86%d8%a8%d8%b6 %d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%8a%d8%a7%d8%a9 %d9%88

تستعرض الطبعة الجديدة من كتاب “مراسلات جوركي وتشيخوف”، المترجم من قبل جلال فاروق الشريف، أبعادًا إنسانية وفكرية مهمة في تبادل الرسائل بين مكسيم جوركي وأنطون تشيخوف، اثنين من أعظم رموز الأدب الروسي. هذه الرسائل تعكس مشاعر الصداقة والتقدير المتبادل، وتتناول مواضيع الحياة والأدب والمعاناة بسبب مرض السل.

جاءت رسائل جوركي تعكس انكسارات روحه، حيث بدت مشاعره متأرجحة بين الشك واليأس. عبّر عن قلقه من مفهوم العبقرية، وأشار إلى حالة اغتراب وقلق دائمين، قائلاً: “أنا فظ وثقيل الظل، نفسي مريضة لا شفاء فيها”. بينما كانت رسائل تشيخوف أكثر إيجازًا، تركز على الدعم والتشجيع، كأنه يحاول إضاءة عتمة جوركي، حيث وصف أحدى كتاباته بأنها “عطرٌ ضمخ روحي”.

تطورت علاقتهما من علاقة تلميذ وأستاذ إلى صداقة وثيقة، إذ أصبح بإمكان جوركي توجيه النقد إلى تشيخوف في إطار من الاحترام والثقة. كما عكس جوركي تناقضاته، حيث عانى من رغبة في العزلة وحاجة إلى الضوء الذي يمثله الآخر، مشيرًا إلى أن العزلة قد تكون بداية الحكمة أو الجنون.

على الرغم من تقارب سنيهما وإصابتهما بنفس المرض، رحل تشيخوف مبكرًا عام 1904، فيما عاش جوركي حتى عام 1936 ليواصل إثراء الأدب الروسي. تمثل هذه المراسلات نافذة فريدة لفهم الروح الإنسانية لماهري الكتابة، حيث يتجلّى الشغف والألم كوسيلة للتعبير والنجاة.


عدد المصادر التي تم تحليلها: 8
post-id: 5f26f6c2-6bf6-45c5-8d96-1b1fa78a8d81