الاقتصاد العالمي بين تهدئة مؤقتة وعاصفة مقبلة

الاقتصاد العالمي بين تهدئة مؤقتة وعاصفة مقبلة

في تحذير غير مسبوق، خفّض البنك الدولي توقعاته لنمو الاقتصاد العالمي لعام 2025 إلى 2.3 بالمئة، وهو أدنى مستوى منذ 17 عاماً باستثناء فترات الركود. ويرى البنك أن التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين تهدد بتكبيد الاقتصاد العالمي خسائر تصل إلى 1.5 تريليون دولار هذا العام.

أعلنت واشنطن وبكين عن هدنة تجارية مؤقتة تمتد حتى أغسطس المقبل بهدف تخفيف حدة التوترات. تتضمن الهدنة تخفيف القيود الأمريكية على تصدير أشباه الموصلات، مقابل استئناف الصين تصدير المعادن النادرة.

في هذا الإطار، أشار فادي خوري، المدير العام لشركة Nuveen في الشرق الأوسط، إلى “تلبك اقتصادي مقلق”، مضيفًا أنه لا توجد مؤشرات على ركود شامل حتى الآن، إلا أن النمو قد يقترب من 1 بالمئة. الحرب التجارية والتضخم المتزايد وارتفاع عوائد السندات الأمريكية تشكل ضغوطًا على الأسواق.

وفقًا للبنك الدولي، بلغت خسائر الشركات العالمية خلال شهرين من التصعيد التجاري 34 مليار دولار، بينما ارتفعت تكاليف استيراد الألمنيوم والصلب في الولايات المتحدة بأكثر من 100 مليار دولار. ويعكس ارتفاع الرسوم الجمركية بشكل مباشر على أسعار السلع والمواد الأولية المستوردة.

مع ذلك، يبقى سوق العمل الأمريكي نقطة مضيئة، حيث أضاف الاقتصاد 139 ألف وظيفة في مايو. بالإضافة إلى ذلك، هناك اتجاه متزايد نحو الائتمان الخاص كبديل عن البنوك، حيث تضاعف حجم هذا السوق منذ عام 2010، ومن المتوقع أن يبلغ 3 تريليونات دولار خلال السنوات القادمة.

تظل الأنظار متجهة نحو أغسطس المقبل، حيث تنتهي الهدنة التجارية، مما سيحدد اتجاه الاقتصاد العالمي.بشكل عام، تشير التوقعات إلى تباطؤ لا مفر منه، ولكن لا يزال هناك أمل في تجاوز التحديات، مما يتطلب استقرارًا سياسيًا وتجاريًا.