الخريجون الجدد في أميركا يواجهون أسوأ سوق عمل منذ سنوات

الخريجون الجدد في أمريكا يواجهون أسوأ سوق عمل منذ سنوات، ولم يخطر ببال روبرت ترو يوماً أن يكون البحث عن وظيفة بدوام كامل بهذه الصعوبة. حين تخرّج من جامعة ولاية أريزونا في مايو، كان لديه قائمة مراجع وشبكة دعم من أفراد عائلته وخريجين يرشدونه، كما أنه تلقى تدريباً صيفياً لدى “جيه بي مورجان تشيس”. أنشأ ترو جدولاً يوثّق رحلة بحثه عن العمل، وسجل فيه أنه تقدّم بنحو 300 طلب توظيف منذ بداية عامه الدراسي الأخير. النتيجة كانت غير مشجعة، حيث لم تجلب إلا 4% من تلك الطلبات مقابلات عمل، بينما تلقى 33% من الحالات ردود رفض مؤتمتة، وفي أغلب الأوقات لم يتلقَّ أي ردّ على الإطلاق. قال ترو: “الوظائف المخصصة للخريجين الجدد نادرة جداً… جميع من أعرفهم من الخريجين الجدد حالياً يعانون الأمرَّين”.

على الرغم من أن كلّ جيل يعتقد أنه يدخل سوق العمل في توقيت عصيب، إلا أن الوضع اليوم يبدو أكثر قسوة. فقد شهدت الولايات المتحدة ثلاث موجات ركود منذ عام 2000، ومع صعود الذكاء الاصطناعي، بدأت بعض الوظائف التي يشغلها المبتدئون تختفي، إضافة إلى موجة تجميد التوظيف التي تعاني منها عدد من الشركات. ورغم أن الاقتصاد الأمريكي يظهر صلابة، إلا أن عدد العاطلين عن العمل ارتفع للشهر الرابع على التوالي، خاصة بين الشباب.

معدل البطالة بين الحاصلين على شهادات جامعية في الفئة العمرية بين 22 و27 عاماً ارتفع إلى 5.8% في الربيع، وهو أعلى مستوى له منذ أربع سنوات. وقد خفضت الشركات عدد الخريجين الجامعيين الذين كانت تخطط لتوظيفهم هذا الربيع، مما جعل الحصول على وظيفة مبتدئة في المصارف الكبرى أكثر صعوبة. وحسب بيانات “أوكسفورد إيكونوميكس”، فإن 85% من ارتفاع معدل البطالة منذ منتصف 2023 يتناول الداخلين الجدد إلى سوق العمل.

بالنسبة لخريجي هندسة الحاسوب، فإنهم من الأكثر تضرراً، حيث بلغت نسبة البطالة لديهم 7.5%. في المقابل، سجّل تخصص خدمات البناء أقل معدل بطالة، بينما تسجل التخصصات الأخرى معدلات متفاوتة في البطالة. يرجع جزء من هذه التوجهات إلى صعود الذكاء الاصطناعي، حيث يرى 60% من المديرين التنفيذيين أنه سيحل محل بعض المهام الموكلة اليوم إلى المبتدئين.

علي الجانب الآخر، تزداد ضغوط البحث عن عمل على الخريجين الأجانب الذين يحتاجون إلى كفالة من أصحاب العمل، وواجهوا صعوبات كبيرة في العثور على فرص عمل جيدة. رغم ذلك، يتطلع الخريجون مثل ترو إلى الحصول على فرص عمل في مجالات تخصصهم، لكن التحديات الاقتصادية الحالية قد تضطرهم للقبول بفرص أقل مما كانوا يأملون.