هل تنجح منصات الصين في تجاوز الجدار التنظيمي الأوروبي؟

هل تنجح منصات التجارة الإلكترونية الصينية في اختراق السوق الأوروبية؟

مع تزايد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، تواجه منصات التجارة الإلكترونية الصينية مثل “Temu” و”Shein” تحديات كبيرة في دخول السوق الأوروبية. تسعى الشركتان إلى إعادة تموضع استراتيجي لضمان استمرارية نمو أعمالهما داخل القارة الأوروبية، والتي تتطلب التكيف مع منظومة تنظيمية أكثر صرامة من تلك الموجودة في الولايات المتحدة.

إن الوصول إلى السوق الأوروبية ليس بالأمر السهل، إذ تفرض القوانين الأوروبية معايير صارمة تتعلق بالشفافية والاستدامة. في هذا السياق، تدرس الشركات كيفية جذب المستهلكين الأوروبيين عبر إنفاق مكثف على الحملات الإعلانية والعروض الترويجية. ومع ذلك، يتوقع المنظمون في أوروبا أن تستمر التحديات المالية بسبب وفرة السلع الصينية منخفضة التكلفة التي قد تؤثر سلبًا على المنتجات المحلية.

تشير بيانات الحملات الإعلانية إلى انخفاض حاد في إنفاق “Temu” و”Shein” على الإعلانات في السوق الأميركية، مع ارتفاع كبير في الإعلانات في أوروبا. ومع ذلك، لا تزال بعض الشركات تتردد في تخصيص موارد كبيرة للسوق الأوروبية، مشيرةً إلى التعقيدات البيروقراطية التي تعيق عملية التوسع.

يتحدث تجار صينيون عن معاناتهم في التكيف مع متطلبات تسجيل ضريبة القيمة المضافة وترجمة الوثائق، ما يجعل السوق الأوروبية تبدو معقدة وغير مجزية. في ظل هذه الأجواء، بدأت الهيئات التنظيمية الأوروبية اتخاذ إجراءات لمكافحة ما يُعتبر إغراقًا للسوق، حيث قامت بفتح تحقيقات رسمية ضد شركات مثل “Temu” و”Shein”.

في ظل هذه الظروف، يبدو أن توسع هذه المنصات إلى أوروبا لم يعد خيارًا متاحًا بل قد يكون ضرورة فرضتها الظروف العالمية، مما يثير تساؤلات حول إمكانية نجاحها في السوق الأوروبية المعقدة.