مضيق هرمز… صمام طاقة العالم تحت تهديد النيران

مضيق هرمز… صمام طاقة العالم تحت تهديد النيران

في خضم التوترات المتصاعدة بين إيران وإسرائيل، يجد مضيق هرمز نفسه على حافة الاشتباك. يشكل هذا الممر البحري الحيوي والذي يمر عبره حوالي 18 مليون برميل من النفط يومياً، نحو 39% من تجارة النفط المنقول بحراً، مما يجعله ليس مجرد ممر استراتيجي بل أداة ضغط سياسية.

يُعتبر مضيق هرمز شرياناً أساسياً للاقتصاد العالمي، إذ يمر عبره 80 مليون طن من الغاز المسال سنوياً. وبالرغم من أهميته، إلا أنه يتعرض للتهديد في ظل التصعيدات العسكرية، مما يجعل أسواق النفط العالمية في حالة ترقب دائم. التهديد الإيراني بإغلاق المضيق أعاد المخاوف بشأن ارتفاع أسعار النفط، حيث تشير توقعات بنك جي بي مورغان إلى إمكانية وصول الأسعار إلى أكثر من 130 دولارًا للبرميل إذا تعطلت الإمدادات.

من جهته، أشار بشار الحلبي، محلل أسواق النفط، إلى أن السوق تعيش على “هامش أمان هش”. في حين تعتبر إيران قوة نفطية مهمة، حيث تنتج نحو 3.3 مليون برميل يومياً، تصدر منها ما بين 1.6 إلى 1.8 مليون برميل، معظمها إلى الصين. أي فقدان لهذا الزبون سيشكل ضربة اقتصادية وجيوسياسية لطهران.

وفي تطور ميداني، استهدفت العمليات الإسرائيلية منشآت حيوية للطاقة داخل إيران، مما أدى إلى تراجع إنتاج الغاز الطبيعي. التوتر المتزايد بين الجانبين يرفع من احتمال تصعيد الأمور، حيث يأتي التهديد بإغلاق المضيق كأحد الخيارات القليلة.

كما تبقى السعودية والإمارات في موقع يمكنهما من التدخل لتعويض نقص الإمدادات، لكن مثل هذا القرار يحمل تكاليف سياسية معقدة. الوضع الحالي مفتوح على عدة احتمالات، من تصعيد مستدام إلى تهدئة مؤقتة، مما يزيد من تعقيد المشهد الجيوسياسي حول مضيق هرمز، الذي بات لا يُعتبر مجرد ممر مائي بل نقطة ترقب حيوية في أسواق الطاقة العالمية.