صراع إيران وإسرائيل: نار جيوسياسية تلهب الأسواق والائتمان

صراع إيران وإسرائيل: تداعيات جيوسياسية تؤثر على الأسواق والائتمان

يشهد الشرق الأوسط تصعيدًا عسكريًا خطيرًا بين إيران وإسرائيل، مما يهدد بتأجيج الأزمات الجيوسياسية ويخلق حالة من الضبابية في الأسواق المالية. لم يعد الصراع مجرد مواجهة عسكرية، بل أصبح اختبارًا لمتانة الأنظمة الاقتصادية واستقرار التصنيفات الائتمانية.

تقول تقارير وكالات التصنيف، مثل “فيتش”، إن الوضع الحالي لا يتطلب خفض التصنيفات الائتمانية الفوري، لكن هناك مخاوف من سيناريوهات أكثر سوءًا إذا تجددت الاشتباكات أو تدخلت قوى كبرى مثل الولايات المتحدة. حيث أشار الدكتور ناصر قلاوون، أستاذ الاقتصاد السياسي، إلى أن الخيارات العسكرية لفرض الضغوط على البرنامج النووي الإيراني قد تؤدي إلى تداعيات اقتصادية كبيرة في المنطقة.

حذر قلاوون من أن التكلفة اليومية للحرب تقدر بـ750 مليون دولار، موضحًا أن إسرائيل تتبع استراتيجية “الهجوم الوقائي” ضد إيران. كما نبه إلى أن الحرب قد تؤدي إلى خفض التصنيف الائتماني لإسرائيل إلى A-، مع وضع اقتصادي هش.

فيما يتعلق بأسعار النفط، حذر من مخاطر إغلاق مضيق هرمز، الذي يعد شريانًا حيويًا للسوق النفطية العالمية، مما قد يدفع الأسعار للارتفاع فوق 120 دولارًا للبرميل. هذه الارتفاعات يمكن أن تعيد شبح التضخم، مما يؤثر سلبًا حتى على الاقتصاد الأمريكي.

كما ركز على أهمية الدور الأمريكي، مشيرًا إلى أن أي تدخل عسكري قد يتطلب تحقيق إنجاز سياسي لإسرائيل، مما يزيد من التعقيدات. ورغم الأعباء العسكرية، فإن الاقتصاد الإسرائيلي يمتلك مرونة تكنولوجية تُمكّنه من مواجهة التحديات، لكنه قد يتأثر سلبًا من الجانب النفسي والمعنوي.

في الختام، تعكس الأوضاع الحالية عالميًا مستوى عميق من التوتر والقلق، حيث أن أي تصعيد إضافي قد ينذر بأزمة اقتصادية عابرة للحدود، مما يهدد الاستقرار العالمي ويشكل تحديات جديدة للاقتصادات.