ارتفعت أسعار استئجار ناقلات النفط الكبيرة التي تبحر عبر مضيق هرمز الحيوي بأكثر من الضعف منذ أن شنت إسرائيل هجوما على إيران الأسبوع الماضي، وسط تردد مالكي السفن في المخاطرة باستخدام الممر المائي، وفقا لصحيفة “فاينانشيال تايمز”.
قفز سعر استئجار ناقلة نفط خام ضخمة جدا – قادرة على حمل مليوني برميل من النفط – من الخليج إلى الصين بنسبة 138% من 19,998 دولارا أمريكيا يوميا يوم الأربعاء الماضي، أي قبل يومين من الهجوم الإسرائيلي، إلى 47,609 دولارات أمريكية يوم الأربعاء من هذا الأسبوع، وفقا لأرقام من شركة كلاركسونز للأبحاث.
تجاوزت الزيادة على هذا المسار بكثير زيادة بنسبة 12% في مؤشر البلطيق لأسعار ناقلات النفط الخام العالمية خلال الفترة نفسها.
صرح يواكيم هانيسدال، مؤسس شركة جيرسيمي لإدارة الأصول، بأن مالكي السفن كانوا مترددين، وكانوا يتوقعون “أرباحا أعلى في المستقبل” من ارتفاع أسعار الاستئجار.
ارتفعت أسعار استئجار ناقلة نفط كبيرة طويلة المدى من الفئة 2، تحمل منتجات نفطية من الخليج إلى الصين، من 21,097 دولارًا أمريكيًا يوميًا يوم الأربعاء الماضي إلى 51,879 دولارا أمريكيا هذا الأربعاء، وفقا لشركة كلاركسونز.
صرح ريتشارد فولفورد سميث، مدير شركة إيدن أوشن الاستثمارية، بأن معنويات السوق تأثرت جزئيًا بالمخاوف بشأن قدرة إيران في الحفاظ على صادراتها من النفط الخام خلال الصراع.
نظرا لخضوع إيران لعقوبات دولية، تُنقل جميع صادراتها على متن ما يُسمى “الأسطول المظلم” من السفن التي تعمل خارج القواعد الدولية المعتادة للتأمين وشهادات السلامة. ومع ذلك، هناك تكهنات في السوق بأن بعض العملاء يختارون الشراء من دول أخرى مُصدرة للنفط تستخدم سفنًا قانونية رئيسية، مما يرفع أسعار الاستئجار.
وقال فولفورد سميث: “إذا تم استبعاد السفن الإيرانية تماما، فستحتاج إلى مزيد من السفن من الأسطول العادي”.
ومن جانبه، قال جاكوب لارسن، رئيس قسم الأمن في بيمكو، بأن الصراع الإسرائيلي الإيراني يبدو متصاعدا، مما يثير مخاوف مجتمع مالكي السفن، ويؤدي إلى “انخفاض طفيف” في عدد السفن التي تبحر عبر المنطقة.
وقالت شركة بيمكو، التي لا تشجع عادة السفن على الابتعاد عن مناطق معينة، إن الوضع تسبب بحالة من عدم اليقين.
وأضاف لارسن، “تختلف الظروف ومستوى تحمل المخاطر بشكل كبير بين مالكي السفن، يبدو أن معظم مالكي السفن يختارون حاليا المضي قدما، بينما يبدو أن البعض الآخر يتجنب ذلك”.
ووفقا للمعلومات المتاحة، قد تطرأ زيادة في أسعار الشحن وأجور الطاقم خلال فترات التهديدات الأمنية المتزايدة، مما يخلق حافزا اقتصادية للبعض للمخاطرة بالمرور عبر مناطق الصراع.
ويعرف مضيق هرمز، الذي يربط الخليج العربي ببحر العرب، بأنه إحدى أهم نقاط الاختناق النفطية في العالم.
وفي عام 2023، بلغ متوسط تدفق النفط عبر الممر المائي 20.9 مليون برميل يوميا، وفقا لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية، وهو ما يمثل نحو 20% من استهلاك السوائل البترولية العالمي.
ولا عجب أن عدم قدرة النفط على المرور عبر مضيق هرمز، ولو مؤقتًا، قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار الطاقة العالمية، وزيادة تكاليف الشحن، وتأخير كبير في الإمدادات.
إلى جانب النفط، يُعد مضيق هرمز أيضًا محوريا لتجارة الحاويات العالمية، حيث تعتبر موانئ هذه المنطقة مراكز لإعادة الشحن، ما يعني أنها تشكل نقاطا وسيطة في شبكات الشحن العالمية.
عدد المصادر التي تم تحليلها: 0
المصدر الرئيسي : الاقتصادية
post-id: 5bdbd894-b776-4f2b-965f-eaf0fc21b543