قال فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ د. أسامة بن عبدالله خياط، إن وقفة الوداع مثيرة للأشجان مهيجة للأحزان إذ هي مصاحبة للرحيل مشعرة بانتهاء. ولقد مضى من عمر الزمن عام كامل تقلبت فيه أحوال وفنيت فيه أعمار ونزلت بالأمة نوازل تقض لها المضاجع.
وأوضح أن ذهاب الليالي والأيام عند أولي الأبصار باعث حي من بواعث الاعتبار، يقول الحسن البصري: يابن آدم إنما أنت أيام فإذا ذهب يوم ذهب بعضك.
وبين إمام وخطيب المسجد الحرام أن أولي الألباب يقفون عند وداع العام وقفة مراجعة للذات ومحاسبة للنفس، وإن سلوك المسلم الواعي شريف المقصد سامي الأهداف يسعى للمكاسب الحقة التي لا تبور تجارتها.
ولذا كانت العناية بهذه المراجعة والحرص على هذه المحاسبة نهج الراشدين وسبيل المتقين، لا يشغلهم عنها لهو الحياة وزيننتها، فهم يقطعون أشواط الحياة بحظ موفور من التوفيق في بلوغ الآمال والسلامة من العثار.
وأكد أن ارتباط المراجعة بالتغيير نحو الأفضل وطيد الصلات، إذ هي تظهر المرء على ما وطن النقص ومكامن العلل، فإذا صح منه العزم جاء عون الله في مدد لا ينفك فأورث حسن العاقبة وكريم الجزاء.
وإن الحاجة إلى سلوك نهج المراجعة والمحاسبة ليس مختصًا بأفراد أو طائفة، بل إن الأمة الإسلامية بمجموعها مفتقرة إليه، وهي تودع عامًا منصرفًا وتستقبل عامًا جديدًا.
عدد المصادر التي تم تحليلها: 6
المصدر الرئيسي : اليوم- الدمام
post-id: c355d74a-11ae-43c4-923e-78818ee690ca