كيف تؤثر أسعار النفط في النمو الاقتصادي؟
ارتفعت أسعار النفط أكثر من 4% يوم الثلاثاء مع تصاعد النزاع بين إيران وإسرائيل، حيث سجل خام برنت أعلى مستوى له منذ 6 أشهر ليصل إلى 74 دولارًا للبرميل. هذا الارتفاع يؤكد حقيقة اقتصادية أساسية: النفط شريان الاقتصاد العالمي، وتقلبات أسعاره تؤثر في أنماط النمو الاقتصادي في كافة أنحاء العالم.
أسعار النفط ترتبط بالنمو الاقتصادي ارتباطًا مباشرًا ومعقدًا في آنٍ واحد. فعندما ترتفع الأسعار، تنعكس كضريبة غير مباشرة على النشاط الاقتصادي، إذ تزيد تكاليف الإنتاج في جميع القطاعات تقريبًا، مما يؤدي إلى تباطؤ النمو وزيادة التضخم. وعلى العكس، فإن انخفاض الأسعار ينعش الاقتصاد من خلال تقليص التكاليف وتعزيز قدرة المستهلكين الشرائية.
شهدت السنوات الخمس الماضية تقلبات حادة في أسواق النفط، بدءًا من انهيار الأسعار خلال جائحة كوفيد-19 إلى اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية التي رفعت الأسعار بشكل ملحوظ، وآخرها التوتر بين إيران وإسرائيل.
استجابت السوق للصراع في الشرق الأوسط بسرعة، حيث سجل خام برنت 76.45 دولار، وخام غرب تكساس 74.84 دولار للبرميل. وتركزت المخاوف على احتمال تعطيل شحنات النفط عبر مضيق هرمز، الذي يمرّ عبره نحو ثلث الإمدادات النفطية العالمية. يُعتقد أن صادرات إيران النفطية قد توقفت تقريبًا، إذ تُقدّر حاليًا بـ102 ألف برميل يوميًا، مقارنة بمتوسط أسبوعي بلغ 1.7 مليون برميل خلال العام الجاري.
تؤخر صدمات أسعار النفط النمو الاقتصادي بعدة طرائق، من بينها الضغوط التضخمية، حيث يؤدي ارتفاع تكاليف النقل والإنتاج إلى زيادة الأسعار الاستهلاكية، ما قد يدفع البنوك المركزية إلى رفع أسعار الفائدة لكبح التضخم. كما أن ارتفاع أسعار الوقود يقلل من الدخل المتاح للأسر، خصوصًا ذات الدخل المنخفض. أيضًا، يقلل تقلب أسعار الطاقة من ثقة الشركات، مما يدفعها إلى تأجيل الاستثمارات. وقد تتبدل موازين التجارة، حيث تتحمل الدول المستوردة للنفط خسائر، بينما تستفيد الدول المصدّرة من زيادة الإيرادات.
تظل توقعات أسعار النفط وتأثيرها الاقتصادي مرتبطة بما ستسفر عنه التطورات في الصراع، حيث يُتوقع أن تهدأ التوترات وتتراجع الضغوط السعرية الحالية بعد أن طلبت إيران وساطة دولية للضغط على إسرائيل لوقف إطلاق النار.
عدد المصادر التي تم تحليلها: 3
المصدر الرئيسي : الاقتصادية
post-id: 4fec8a35-7149-4584-9366-80b49fb175dc