مقامرة ترامب «الرباعية» قد تعصف به.. أمن الطاقة والأسواق في دائرة الخطر

ترامب ومقامرة الشرق الأوسط: الأمن والطاقة في خطر

دفع دونالد ترامب بالولايات المتحدة وإيران والشرق الأوسط إلى نقطة تحول مصيرية من خلال هجومه المباشر على البرنامج النووي الإيراني. في حال نجاحه في تدمير هذا البرنامج، قد تُسجل هذه الخطوة في التاريخ كتغيير محوري في المنطقة، لكن أي فشل قد يدفع الولايات المتحدة نحو أزمة كبيرة. تكمن المخاطر في أن إيران قد تتخذ إجراءات انتقامية ضد الأهداف الأميركية، ما قد يؤدي إلى تصعيد أكبر قد يتحول إلى حرب شاملة.

بينما يعتبر ترامب أن خطواته ضرورية لأمن العالم، يحذِّر خبراء الاقتصاد من أن هذه المقامرة قد تؤدي إلى عقوبات مضادة وارتفاع أسعار النفط، مما يزرع عدم الاستقرار في الأسواق. إن مقامرة ترامب لا تهدد الأمن بل تمتد لتؤثر على الاقتصاد العالمي ككل.

ترامب وضع رهانات هائلة ليس فقط على أمن العالم ولكن أيضًا على إرثه السياسي، بعد دعمه الهجوم الإسرائيلي على إيران. فقد حذر إيران من ضرورة صنع السلام، مهددًا بأن الهجمات المستقبلية ستكون أكثر دمارًا. الضربات الجوية الأميركية جاءت بشكل منفرد، مما يعكس القدرة العسكرية للرئاسة، لكنها تفتح نقاشًا حول كيفية احتواء ردود الفعل المحتملة.

تصاعد القلق حول قدرة إيران على الرد، رغم إعلان ترامب النجاح. التساؤلات حول ما إذا كانت الضربات قد دمرت فعليًا المخزونات النووية الإيرانية تظل قائمة. خيارات إيران للرد قد تشمل تهديد الملاحة في مضيق هرمز أو استهداف حلفاء الولايات المتحدة، وهو ما قد يؤدي إلى دوامة من العنف.

ذكريات الحروب السابقة في العراق وأفغانستان تلوح في الأفق، مما يذكر الأميركيين بأن بدء الحروب أسهل من إنهائها. الانتقادات الداخلية بدأت تتقاطر، حيث يُتهم ترامب بتجاوز سلطاته، بينما يعبر بعض الجمهوريين عن دعمهم.

في النهاية، تكشف مقامرة ترامب عن احتمال أن تؤدي الأحداث الحالية إلى فوضى إقليمية قد تؤثر سلبًا على أسواق الطاقة والأسواق العالمية. هل كانت هذه الضربة خطوة استراتيجية أم مجرد مقامرة قد تضر بالعالم أجمع؟ هذا هو السؤال الذي يبقى يتردد في الأفق.