التفوق الرقمي الأميركي يربك أوروبا.. هل آن أوان الانفصال؟
تواجه أوروبا تحديات جديدة في إطار علاقتها مع التكنولوجيا الأميركية، حيث تظهر علامات واضحة على أن الولايات المتحدة تستخدم هيمنتها الرقمية كوسيلة للضغط السياسي، حتى تجاه أقرب حلفائها. يتجاوز نفوذ الشركات الكبرى في مجال التكنولوجيا الهيمنة الاقتصادية إلى مساحات تمس السيادة الرقمية الأوروبية، مما يقوض القدرة على اتخاذ قرارات رقمية مستقلة.
تعتمد القارة العجوز بشكل كبير على البنية التحتية الرقمية الأميركية، وهذا يعزز القلق حول موقفها في المنافسة العالمية. تزايدت هذه المخاوف بعد أن لوحت الولايات المتحدة باستخدام قوتها الرقمية كأداة في سياق الأزمات الجيوسياسية، مما يهدد سيطرة الحكومات الأوروبية على بياناتها.
وفي إطار التصدي لهذا الوضع، تسعى أوروبا لتقليص اعتمادها على التكنولوجيا الأميركية من خلال تبني استراتيجيات جديدة، تشمل تطوير مشاريع محلية وتعزيز الابتكار. كما أقرّت تشريعات جديدة تهدف إلى تعزيز الحماية البيانية والرقمية، وجعل القارة أقل عرضة للضغوط الخارجية.
الحادثة التي شهدتها شركة مايكروسوفت، عندما التزمت بأمر سياسي للرئيس ترامب بوقف تقديم خدمات معينة للمحكمة الجنائية الدولية، أبرزت قلق الحكومات الأوروبية من أن تتعرض حتى الشركات للحذر عندما يتعلق الأمر بالامتثال للأوامر الأميركية.
أوروبا كذلك بدأت في تكثيف جهودها لتعزيز قدراتها الرقمية، وذلك عبر استثمارات في بنى تحتية خاصة، مثل إنشاء مراكز بيانات وشبكات سحابية مستقلة، وتطوير مبادرات دعم الشركات الناشئة. تسعى القارة إلى خلق بيئة أكثر ملاءمة للابتكار، لكنها تواجه تحديات كبيرة في تقليص الهوة التكنولوجية مع الولايات المتحدة.
في النهاية، يتوجب على القادة الأوروبيين التحرك بجرأة لتوحيد الجهود وتعزيز السيادة الرقمية، وذلك لضمان مستقبل مستدام يحمي مصالحهم في عالم متغير يتطلب استجابة فعالة واستراتيجية.
عدد المصادر التي تم تحليلها: 1
المصدر الرئيسي : Skynews
post-id: 198dc686-5d5f-4b4b-9ad0-c42f3d78ae52