“الأكل العاطفي” مرض أم حالة نفسية؟.. العلم يجيب

يُعتبر الأكل العاطفي، أو تناول الطعام بكميات كبيرة بسبب الانفعالات العاطفية، موضوعًا شائعًا في الأفلام. لكنه يشتمل على مخاطر حقيقية. في هذا المقال، سنسلط الضوء على هذا النوع من اضطرابات الأكل.

##

مرض أم حالة نفسية عابرة

عرفت اختصاصية التغذية، الدكتورة سارة أهدمون، الأكل العاطفي بأنه حالة نفسية وسلوكية، وليست مرضًا. وأوضحت أن هذا السلوك يحدث عندما يتحول الأكل إلى وسيلة للتعبير عن المشاعر أو الهروب منها، وعادةً ما يحدث ذلك من خلال تناول الطعام بكميات زائدة أو بشكل غير متوازن. فعندما يشعر الشخص بمشاعر قوية مثل التوتر أو الحزن، يصبح الأكل آلية لتعبئة الفراغ العاطفي والبحث عن الراحة لكنها تكون مؤقتة، وسرعان ما يتحول الارتياح إلى مجرد حلقة مفرغة.

##

أسباب الإصابة بحالة “الأكل العاطفي”

ترجع أسباب الأكل العاطفي إلى عدة عوامل نفسية وسلوكية، مثل القلق المزمن، الضغوط اليومية، وتجارب الطفولة. على سبيل المثال، يمكن أن يتعلم الطفل أنه يحصل على مكافأة الطعام كمكافأة سلوكية، مما يعيق تطوير أساليب تنظيم المشاعر. بالإضافة إلى ذلك، فإن التعب والإرهاق، واضطرابات النوم أو التغيرات الهرمونية تلعب دورًا في ذلك. كما أن العزلة الاجتماعية أو الشعور بالوحدة تزيد من احتمال العودة إلى الأكل العاطفي.

##

أعراض الأكل العاطفي

يؤثر الأكل العاطفي على نفسية الفرد وأعصابه، إذ أن تناول السكر يخلق شعورًا مؤقتًا بالراحة، لكن سرعان ما يعتاد الجسم على هذا الشعور. وبالتالي، تظهر الأعراض التالية:
– الرغبة المفاجئة في تناول الطعام دون سبب جسدي واضح.
– الميل للأطعمة الغنية بالدهون أو الملح.
– الشعور بالذنب بعد الأكل.
– تناول الطعام دون وعي، أثناء القيام بأنشطة أخرى.
– استمرارية الأكل حتى بعد الشعور بالشبع.
– اللجوء للأكل كوسيلة للراحة النفسية.

##

كيفية التخلص من الأكل العاطفي

تنصح الدكتورة سارة المصابين بالأكل العاطفي بضرورة زيادة الوعي بالسلوك، وعدم لوم النفس، بل محاولة فهم المشاعر والتعبير عنها بدلاً من محاولة إسكاتها عن طريق تناول الطعام. كما توصي الدكتورة حورية مخلوقي باعتماد نمط حياة صحي يتضمن نومًا كافيًا، والنشاط البدني المنتظم، وتخصيص وقت للتأمل والتنفس. ويجب اتخاذ خطوات لتعزيز أنماط الأكل الصحية، مثل المضغ ببطء والحفاظ على تنفس منتظم، مما يُسهل على الدماغ استشعار إشارات الشبع.