ما يقوله أدب الحرب وتصمت عنه نشرات الأخبار
في الوقت الذي توثق فيه الصحف والمواقع الإخبارية تفاصيل الحروب، تحصي الضحايا والتحركات العسكرية، يتناول الأدب الجوانب الإنسانية للهذه الصراعات، مسلطًا الضوء على الخسائر الفردية ومعاناة المتضررين. الأدب يسجل تفاصيل الحياة تحت وطأة القصف، وجراح الأمهات، ومعاناة التشرد والنزوح، وهو ما يتبين في تجارب مبدعين من المنطقة.
يتجلى هذا من خلال روايات عدة، مثل “الآن بدأت حياتي” للروائي السوري سومر شحادة، التي حازت على جوائز مرموقة، وتجسد حياتهم في ظل الحرب. كما تسلط رواية “وارثة المفاتيح” للطبيبة سوسن جميل حسن الضوء على التحولات الاجتماعية في سوريا.
في العراق، يعكس أحمد سعداوي عبر “فرانكنشتاين في بغداد” مأساة ضحايا التفجيرات، مستعرضًا أهمية إحياء ذاكرة ضحايا العنف. بينما يستكشف أزهر جرجيس في “وادي الفراشات” آثار الحصار على المجتمع العراقي.
أما فلسطين، فلا تزال مآسيها حاضرة، تعبر عنها رواية “المسيح الأندلسي” لتيسير خلف، والتي تنافس على جوائز أدبية، موضحة تكرار النكبات في العالم العربي. من لبنان، تروي إيمان حميدان قصة أجيال من النساء عبر الحروب، بينما يصف رشيد الضعيف انفجار مرفأ بيروت وتأثيره على الناس.
عالميًا، أبرزت كريستي ليفتري في “مربو النحل في حلب” تجارب اللاجئين في خضم الأزمات. يظل الأدب، منذ الإلياذة وحتى العصر الحديث، مرآة تعكس فظاعات الحروب، ويعبر عن تجارب مؤلمة تعجز الأخبار عن توثيقها بالكامل.
عدد المصادر التي تم تحليلها: 4
المصدر الرئيسي : حسن رحماني
post-id: 59400adf-a031-464d-a8d9-2ef46c46bd26