25h Saudi Category

في ندوة “الإجازة الصيفية وأثرها على الطلاب”.. خبرءا يؤكدون لـ “اليوم” أهمية استغلال الوقت لتنمية القدرات

%d9%81%d9%8a %d9%86%d8%af%d9%88%d8%a9 %d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%ac%d8%a7%d8%b2%d8%a9 %d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%8a%d9%81%d9%8a%d8%a9 %d9%88%d8%a3%d8%ab%d8%b1%d9%87%d8%a7 %d8%b9%d9%84%d9%89 %d8%a7%d9%84%d8%b7

شدد عدد من المختصين في التربية والصحة والأسرة على أن الإجازة الصيفية ليست فترة راحة مطلقة كما يُروج لها البعض، بل هي فرصة تربوية وصحية ثمينة يجب استثمارها بوعي. وحذروا من أن ترك الأبناء دون توجيه خلال الإجازة قد يقودهم إلى فراغ خطير تتولد منه أنماط سلوكية وصحية سلبية تمتد آثارها على المدى الطويل.

وأكد المشاركون خلال ندوة حوارية افتراضية بعنوان “الإجازة الصيفية وأثرها على الطلاب” أن غياب الفهم الحقيقي للإجازة حولها إلى موسم للهدر يرتبط فيه الاستمتاع بالكسل والسفر فقط، بينما تغيب عنه مفاهيم الراحة المنتجة والانضباط الذاتي واكتساب المهارات. وأوضحوا أن من أبرز التحديات التي تتكرر كل صيف: السهر المفرط، سوء التغذية، ضعف الحركة، والعزلة الرقمية، مؤكدين أن دور الأسرة في التوجيه لا يقل أهمية عن دور المدرسة.

وشدد المتخصصون على أن التربية لا تتوقف بانتهاء العام الدراسي، بل تستمر عبر أنشطة الصيف. وأكدوا أن البيت هو نقطة الانطلاق لإدارة الإجازة بذكاء ومرونة، من خلال إشراك الأبناء في التخطيط وتحفيزهم بمكافآت تربوية وتوفير بدائل حقيقية تغنيهم عن السلوكيات السلبية.

ودعوا إلى إعادة تفعيل الأندية الصيفية وتعزيز العمل التطوعي، وربط البرامج الصيفية بحوافز تعليمية ومجتمعية، وتقديم خطط إجازة تشاركية تتناسب مع ظروف كل أسرة، مشيرين إلى أن الحل لا يكمن في المنع أو الانفلات، بل في التوازن والتخطيط المبكر.

وذكر الدكتور شلاش الضبعان أن الإجازة الصيفية باتت محملة بمفاهيم خاطئة، مثل أن الإجازة تعني “راحة مطلقة” و”السفر ضرورة”. واعتبر هذه المسلمات عادات طارئة توارثتها الأجيال مما أدى إلى أن تصبح الإجازة موسماً لانفلات القيم وضياع الوقت.

وبيّن أن بعض الأطفال يعتبرون من حقهم النوم حتى الظهر والامتناع عن أي نشاط تطويري أو علمي. ويعتقد الضبعان أن تلك الأفكار ليست من فراغ، بل هي نتيجة رسائل غير مباشرة يرسلها الوالدان والمجتمع.

وأوصى الضبعان بضرورة تغيير المفاهيم السائدة، مشددًا على أهمية مشاركة العائلة الكبرى في الأنشطة الصيفية مثل تنظيم مسابقات ثقافية. كما أكد على أهمية أن تكون المدارس شريكًا داعمًا للأسرة.

تناولت طبيبة الأسرة والكاتبة د. لمياء البراهيم جوانب الإجازة من منظور صحي، محذرة من أنماط الحياة السائدة وخاصة “النوم في النهار والسهر في الليل” التي تترافق مع تناول وجبات غير صحية. وأشارت إلى أن بعض الأطفال يظهر لديهم مؤشرات صحية خطيرة في عمر مبكر.

وطالبت البراهيم بإشراك الأبناء في تحضير الطعام وتعليمهم أساسيات الطبخ الصحي، وضرورة تحسين أنماط حياة الأبناء. وأكدت أن المشكلة ليست في الأجهزة الإلكترونية، بل في كيفية استخدامها.

أكد التربوي والمستشار الأسري الدكتور عبدالعزيز آل حسن على أن الإجازة الصيفية تُعد فترة مهمة لإعادة تهيئة الأبناء نفسيًا وفكريًا، شرط أن تُدار بوعي واحتراف. ودعا إلى تصميم خطة صيفية مرنة تشمل أهدافًا معرفية ورياضية وفنية، مشددًا على أهمية مشاركة الأبناء في تصميم الخطة.

بينما قدمت التربوية راوية هوساوي رؤية ميدانية لأثر الإجازة الصيفية على الطالبات، مؤكدة على ضرورة استمرار دور المدرسة في تقديم التوجيه والدعم عبر أنشطة مخططة خلال الإجازة.

وصدر عن المختصين العديد من التوصيات الهامة لإعادة صياغة المفاهيم حول الإجازة الصيفية، وتحسين السلوكيات الغذائية وتفعيل دور المدرسة في الشراكة مع الأسرة.


عدد المصادر التي تم تحليلها: 2
المصدر الرئيسي : أدار الندوة عبدالعزيز العمري – جدة
post-id: 21dd109f-84c5-41e0-b1bf-48324567c216