هاروكي موراكامي.. كيمياء الكتابة بين “الجاز “والرياضة

هاروكي موراكامي: كيمياء الكتابة بين “الجاز” والرياضة

تجمع مؤلفات هاروكي موراكامي، الكاتب الياباني الشهير، بين عمق العواطف وإلهام الفنون، كما يتجلى في كتابه “مهنتي هي الرواية”. يعبر موراكامي عن “دهشة الكتابة” التي تجعله يعمل كروائي لأكثر من 35 عاماً. كانت نقطة انطلاقه خلال مشاهدته لمباراة بيسبول في طوكيو عام 1979، حيث نمت بداخله فكرة كتابة الرواية كما لو كانت استجابة مفاجئة للحظة.

بالرغم من عزلته، تشرب موراكامي تأثيرات موسيقى الجاز التي تملأ مقهاه، مما أعطى كتاباته إيقاعاً خاصاً. يجسد أسلوبه في الكتابة التوازن بين الإلهام الموسيقي والعمق العاطفي، حيث يعتبر الرواية مساحة للأفكار والمشاعر الحرة بعيدة عن التعقيدات.

من خلال انغماسه في الكتابة نحو الساعات الطويلة، يستمد موراكامي شغفه من رياضة الركض، واصفًا الكتابة كمهمة تحتاج إلى جهد بدني وعقلي مستمر. يربط بين خبرته كعداء والقدرة على البقاء متحمساً وأداء الأعمال الأدبية بشكل شامل.

يتحدث أيضاً عن التطور في أسلوبه السردي، حيث انتقل من استخدام ضمير المتكلم إلى ضمير الغائب، مما أتاح له الفرصة لاستكشاف شخصيات متعددة وتوسيع عوالمه الروائية.

ليست كتاباته مجرد دليل عن كيفية الكتابة، بل رحلة في أعماق الذات تناقش حوافز الكاتب في السعي وراء الإبداع. لذا، بينما يسرد موراكامي تجاربه، يبقى قارئه مشدوداً لعالمه المليء بالدهشة والتعقيد.